أعلنت الحكومة السورية تشكيل لجنة تنسيق للعمل على عودة اللاجئين الذين دفعهم النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من سبع سنوات إلى مغادرة البلاد، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، في خطوة تأتي بعد إطلاق روسيا مبادرة في هذا الصدد. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن مجلس الوزراء وافق خلال جلسته الأحد، على "إحداث هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم التي هُجِّروا منها بفعل الإرهاب" برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف. وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعلن في بداية جويلية، أن من ضمن أولويات بلاده "عودة اللاجئين الذين غادروا سوريا هرباً من الإرهاب". وستتولى الهيئة في المرحلة المقبلة "تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودتهم"، حسب "سانا". وتشكل إعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم وفق الأممالمتحدة 5,6 ملايين شخص محور مبادرة اقترحتها موسكو على واشنطن الشهر الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء مجموعتي عمل في الأردنولبنان، تضم كل منها، بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين، مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة. وفي إطار هذه الخطة، زار المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف قبل نحو أسبوعين كلا من دمشق وعمان وبيروت. واستعاد الجيش السوري خلال العامين الأخيرين بفضل الدعم الروسي السيطرة على جبهات عدة في البلاد على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية. وبات يسيطر على أكثر من ستين في المائة من مساحة البلاد. وتطالب دول تستضيف اللاجئين السوريين وعلى رأسها لبنان وتركيا بضرورة عودة اللاجئين إلى بلادهم، في وقت تحذر منظمات حقوقية ودولية من أن عودتهم "ليست آمنة" بعد، برغم توقف المعارك في مناطق عدة، مشددة على أنها يجب أن تكون طوعية وليست قسرية. وخلال النصف الأول من العام 2018، عاد 13 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق الأممالمتحدة. وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في عام 2011 عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما تسبب في دمار هائل وأدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص. وفضلا عن التفكير في إعادة اللاجئين بعد استتباب الوضع على الأرض واتِّجاه الحرب السورية إلى نهايتها، يجري التحضيرُ لإعادة فتح معبر نصيب بين سورياوالأردن. إلى ذلك، قال الأمين العام لوزارة النقل الأردنية، أنمار الخصاونة، إن لجنة مختصة من المعنيين بموضوع الحدود بحثت مدى جاهزية الأردن لفتح معبر "جابر" (المسمى نصيب من الجانب السوري) الحدودي مع سوريا. ونقلت صحيفة "الرأي" الأردنية أمس الاثنين عنه القول: "إن وزارة النقل بحثت، من خلال لجنة مختصة من المعنيين بموضوع الحدود ضمت وزارة الداخلية (الأمن العام) ودائرة الجمارك، إضافة إلى هيئة النقل البري ونقابة أصحاب شركات التخليص، مدى جاهزية الأردن لفتح معبر جابر الحدودي مع سوريا". وأضاف أنه "في حال جاهزية الجانب السوري وأمان طريق الدخول إلى الأراضي السورية، فسيعلن الأردن جاهزيته لفتح الحدود مع سوريا". ولفت الخصاونة إلى وجود نحو 21 ألف شاحنة في الأردن غالبيتها مهيأ للدخول إلى سوريا لاستئناف نشاطها في نقل البضائع وانسياب حركة النقل بين الجانبين ومنها إلى دول المنطقة وأوروبا. ونقلت الصحيفة عن مراقبين أن الوضع السوري "ما زال غامضاً، والحديث عن فتح الحدود بين الجانبين الأردني والسوري ما زال مبكراً، وأن الأمر في حاجة إلى مزيدٍ من الوقت لتهيئة الظروف المناسبة أمنيا لأصحاب الشاحنات الذين سيسلكون الطريق نحو دمشق وغيرها من المحافظات السورية". وكانت القوات السورية قد استعادت مؤخراً السيطرة على منطقة المعبر والمنطقة الحدودية بين البلدين. وتوقع مراقبون ألا يتأخر قرار إعادة فتحه لكونه يخدم العلاقات التجارية والاقتصادية للجانبين.