تتقلص دقائق لعب رياض محرز، بشكل رهيب منذ بداية الموسم الكروي، وصار الخوف يعتصر محبي اللاعب الجزائري داخل وخارج الوطن، من أن يجد نفسه خارج اهتمامات المدرب الإسباني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، بيب غوارديولا الذي فقد أول أمس نقطتين من ذهب من مباراة الفريق المتواضع والعائد الجديد ويلفارهامبتون إلى الدرجة الممتازة، حيث لعب محرز الدقائق الخمس الأخيرة فقط، في مكان ستيرلينغ وعجز عن تشكيل خطر يذكر، أو دعم زملائه للعودة بالزاد الكامل، وهي فترة مجهرية لم يسبق أبدا لرياض محرز أن لعبها مع ناديه السابق ليستر سيتي، ولا مع المنتخب الوطني، وقد تدخله في مرحلة شك لا أحد يعلم أين ستصل به. وكان في المقابلة الماضية قد أقحم أيضا احتياطيا ولكنه لعب فترة أطول أمام هيديرسفيلد بلغت 26 دقيقة، كما لعب كأساسي في اللقاء الأول وبلغت فترة وجوده على أرضية الميدان في لندن أمام أرسنال قرابة 60 دقيقة، ما يعني أن فترة لعب النجم الجزائري أمام غوارديولا تتقلص من مقابلة إلى أخرى، وإن تواصلت الحال على ما هي عليه فهو مرشح لأن يفقد مكانته ويقبع في دكة الاحتياط، على الأقل في اللقاءات القادمة أمام نيوكاسل وفولهام، مع الإشارة إلى أن مانشستر سيتي تنتظره في الجولة الثامنة من الدوري رحلة خطيرة إلى ميدان المتصدر ليفربول، الذي فاز بكل مبارياته بمساعدة فعالة من الظاهرة المصري محمد صلاح، الذي بحوزته هدف وتمريرة حاسمة، وهو ما افتقده رياض محرز إلى حد الآن الذي شارك في ثلاث مباريات ولكن من دون هدف ولا حتى تمريرة حاسمة، وهي حصيلة سيئة جدا لنجم بلغ سعره رقما قياسيا، ويلعب مع فريق الألقاب. مشكلة رياض محرز أنه لاعب تقني وفنان من الطراز الرفيع، وهذا النوع من اللاعبين لا يصلحون كجوكر يغيّرون النتيجة ويقلبونها كما حاول معه المدرب غوارديولا، بل في حاجة إلى مباراة كاملة يحقق فيها ذاته في أي لحظة من لحظات المباراة، كما أن رياض لم يعش تقلبات كثيرة في مشواره الكروي، وعاش مع ليستر مدللا مثل الأمراء، وقد يكون هش نفسيا ويفقد ثقته بنفسه بعد هذا السيناريو الذي عاش في الجولات الثلاث الأولى من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز الذي شهد فقدان مانشستر سيتي مركزه الأول وهذا لأول مرة، منذ عدة أشهر لصالح الفريق الذي لعب الموسم الماضي نهائي رابطة أبطال أوربا وخسرها ليفربول. لا همّ لغوارديولا سوى المحافظة على لقبه المحلي، وهو غير مستعد لمنح مزيد من الفرص للاعب الجزائري على حساب النادي الذي خطط لهدفين في منتهى الصعوبة، أولهما الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والثاني انتزاع لأول مرة في تاريخ النادي لقب رابط أبطال أوربا. وفي المقابل فاجأ مدرب شالك، أنصار الخضر عندما ترك نبيل بن طالب على خط التماس أمام فولفسبورغ ولم يقحمه إلا في الدقيقة 83، وبالرغم من أنه سجل هدفا عادل به النتيجة من ركلة جزاء بعد دقيقتين من دخوله الملعب إلا أن ناديه خسر في الوقت بدل الضائع، وقد يخسر مكانه الأساسي في النادي ويلتحق ببلفوضيل ومحرز ووناس وغزال وهني وفيغولي وبن ناصر وحتى رياض بودبوز الذي لم يلعب في رحلة فريقه بيتيس إشبيليا إلى ألافيش إلا ثمانية دقائق فقط، وهذه أسوأ بداية موسم للاعبي الخضر في الدوريات الأوروبية منذ عقد كامل، وإذا لم تتحسن أوضاعهم جميعا، فإن المتضرر هو المدرب جمال بلماضي، والمنتخب الوطني.