استؤنف هذه الأيام، عقب عيد الأضحى المبارك، موسم الأفراح، واختيار الشباب لشريكات حياتهم، من خلال الخطبة، بولاية الوادي، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تمر مواكب السيارات عبر الطرقات، أما يوم الخميس فيمثل الذروة من حيث عدد المواكب. وأمام هذه الظاهرة، التي يستبق أصحابها فرصة الأيام الأخيرة من العطلة المدرسية قبيل الدخول الاجتماعي المقبل، حذر عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي، من مغبة الزيجات التي تتم عن طريق اختيار شريكي الحياة لبعضهما بطريقة تفتقد للمعايير الشرعية التي أوصى بها ديننا الحنيف، بالإضافة لشروط الكفاءة الاجتماعية والثقافية والمستوى المعيشي، وغيرها من عناصر التوافق لبناء أسرة سعيدة، يكون فيها معدل الخلافات ضعيفا نوعا ما. ومع كثرة الزيجات كل سنة، إلا أن عدد حالات الطلاق وصل رقما رهيبا بولاية الوادي، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة لمديرية البرمجة ومتابعة الميزانية لولاية الوادي، تسجيل أزيد من 780 حالة طلاق في السنوات الأخيرة، وهو الرقم الذي أرجعه عدد من الأئمة وشيوخ المساجد، لابتعاد الكثير من الشباب والشابات عن تعاليم الدين الاسلامي، وعدم احترام عقد الزواج ومؤسسة الزوجية، والانسياق وراء المظاهر الخداعة، والحياة المزيفة التي تروجها المسلسلات الدرامية الأجنبية، فضلا عن العديد من التصرفات الطائشة التي تحدث في حفلات الزواج والتي تكون بمثابة أول مسمار في نعش الحياة الزوجية. فيما دعا أئمة مساجد، وكذا جمعيات ناشطة على المستوى المحلي، لإقامة دورات وخطب مسجدية، ولقاءات تحسيسية، للحد من تنامي ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري، وذلك من أجل تبيين الغاية الحقيقية من الزواج وكيفية إختيار الزوج لزوجته، والتعريف بمعايير قبول الزوج، مرورا بشرح القواعد الأساسية لبناء أسرة مُتزنة وخالية من المشاكل والصراعات، وكذا حث الشباب على إقامة حفلات زواج، بعيدا عن الطيش والمناورات الخطيرة في الطرقات أثناء مرور مواكب الزواج، وغيرها من النصائح والإرشادات التي تكاد تنعدم في الآونة الأخيرة.