إلى غاية الجولة الثانية من الدوري الإيطالي، كل الأندية الموجودة في المقدمة التي جمعت ست نقاط من فوزين، لم تشكل أي مفاجأة، ماعدا وجود فريق سبال الذي صعد إلى الدوري الممتاز الإيطالي الموسم قبل الماضي، فريق حقق انتصارين في أول جولتين، الأول في ديار بولونيا والثاني أمام بارما على أرضه، نادي سبال الذي يدربه الإيطالي سمبليسي لا يضم سوى لاعبين مغمورين غالبيتهم من إيطاليا ومع ذلك فاز بمباراتين أمام فريقين عريقين وقدم عرضا ممتعا، يوحي بأن الفريق قادر على أن يكون الحصان الأسود في الكالشيو الإيطالي الذي انضم إليه هذا الموسم النجم الكبير كريستيانو رونالدو. يضم النادي الإيطالي سبال، لاعبا جزائريا يلعب في الظل ولا يكاد الإعلام الجزائري يتحدث عنه، وهو لاعب خلوق اختار الجزائر وحمل جنسيتها وافتخر بها وسافر بها إلى إيطاليا من دون جنسية فرنسية في عز شبابه، وهو محمد سليم فارس البالغ من العمر 22 سنة وستة أشهر، وبعد اعتزال جمال مصباح صار فارس أحسن لاعب يمكنه خلافة فوزي غولام المصاب، وحتى نادي نابولي وضع فارس ضمن اهتماماته الموسم الماضي لخلافة فوزي غولام، وهو لاعب انضم إلى الدوري الإيطالي وبالضبط إلى هيلاس فيرونا منذ موسم 2013 _ 2014 وكان في ربيعه السابع عشر، وبقي مع هذا النادي إلى غاية سقوطه نهاية الموسم الماضي حيث قرّر البقاء في الدرجة الأولى وغادر باكيا ناديه، فكان خياره النادي المغمور سبال الموجود حاليا في مقدمة الترتيب الإيطالي رفقة كبار الكالشيو وعلى رأسهم جوفنتوس ونابولي. محمد فارس الذي لا يجد في بلاطوهات التحليل الجزائرية من يدافع عنه، ويُذكّر الجزائريين بأنهم يمتلكون لاعبا شابا بإمكان الخضر الاستفادة من خدماته على الأقل لمدة 12 سنة قادمة، وهو لاعب متعدد المناصب ويتم أحيانا استعماله لاعب استرجاع في خط الوسط، كما أن اللاعب طوال مشواره الاحترافي، لم يحصل سوى مرة واحدة على البطاقة الحمراء، بعد أن جمع بطاقتين صفراوين في نفس اللقاء خلال الموسم قبل الماضي. جلب فارس بمجرد أن ترك نادي بوردو الفرنسي التي بدأ في مدرسته، وانتقل إلى هيلاس فيرونا الاهتمام، عندما سجل في أول لقاء هدفين في مرمى ريجينا، واعترف كل المدربين الذين تداولوا على تدريب فارس بأنه منضبط تكتيكيا ويتمنى أي مدرب لاعبا بموهبته وبخاصة بسرعته الفائقة، ولكنه مازال بعيدا عن عين وقلب الخضر، وهو الذي تم منحه فرصة واحدة ووحيدة في لقاء الجزائر أمام الكامرون، الذي خسرته الجزائر بهدفين نظيفين في الأراضي الكامرونية ضمن تصفيات مونديال روسيا الأخيرة، ليتم استبعاد اللاعب ونسيان وجوده قبل انتداب جمال بلماضي، بالرغم من أنه إلى حد الآن هو اللاعب الوحيد الأساسي الذي يحقق ناديه نتائج طيبة في بطولة كبيرة، وفي نادي محترم يلعب له البرازيلي فيليبي والسلوفاكي كوتيتش والبولوني سيونيك والحارس الكامروني غوميز والجزائري فارس والبقية إيطاليون. أمام فارس صاحب الرقم الغريب 93 الذي تمسك به بالرغم من تغييره الأجواء واللعب مع فريق آخر، مزيدا من فرص التألق في اللقاءات القادمة التي سيصطدم فيها بأندية طورينو وأطلنطا وفيورونتينا، وإذا تمكن نادي سبال من المواصلة على نسق الانتصارات فإن الأضواء ستسلط عليه وعلى لاعبه الجزائري أيضا، حتى لا يبقى مجهولا كما كان الشأن في عهد ماجر الذي اعترف مرة بأنه لا يعرف هذا اللاعب ولم يشاهده أبدا، وقد تكون هذه البداية التاريخية لنادي سبال جواز سفر ليعود فارس إلى الخضر كأساسي في أقرب الآجال.