أثارت تفجيرات الأربعاء الأسود، حركة غير عادية وردود فعل جارفة داخل "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وتبرز إعترافات وشهادات عدد من التائبين الجدد، وكذا "الأسئلة" الموجهة إلى التنظيم عبر موقعه في شبكة الأنترنيت، الجدل والسجال الحاصل بالتنظيم، منذ "غزوة غدر" أو كما سمتها "القاعدة" ب "غزوة بدر". وتفيد أنباء متطابقة، إستنادا لما نقله تائبون، أن الخيار الإنتحاري، أثار "فتنة" حقيقية على مستوى "قيادة وقاعدة" التنظيم الإرهابي، علما أن بيان "القاعدة" لم يقدم إطلاقا "الأدلة الشرعية" التي تبرّر قتل الأبرياء بشكل همجي، كما أن عناصر "الجماعة السلفية" يطالبون ما يسمى ب "الهيئة الشرعية" للتنظيم المسلح، بتقديم الأدلة الشرعية، في "تحليل" التفجيرات الإنتحارية وإستباحة دماء المواطنين من الأبرياء والعزل. وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن الإعتداءات الإرهابية الأخيرة بالعاصمة، ساهمت لأول مرة بشكل غير مباشر في دفع الكثير من المسلحين إلى التحرك وتحريضهم على البحث عن منفذ لهم للخروج من ورطة العضوية في تنظيم "القاعدة"، خاصة بعدما تبين، حسب شهادات بعض التائبين، بأنها مجرد "هيكل غامض" وليس له أي "ميثاق شرعي"، مثلما كانت تتحدث عنه "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قبل تغيير اسمها وإلتحاقها بتنظيم "القاعدة". وبالنظر إلى "تحريم" قتل الأبرياء من السكان وكذا "تكفير" القيام بعمليات إنتحارية، فإن إعتداءات 11 أفريل الماضي، أخلطت الأوراق داخل "الجماعة السلفية"، خاصة بعد تبرّإ الأمير الوطني السابق للتنظيم، حسان حطاب، وفي ظلّ الحديث عن إتصالات مع أمير المنطقة الصحراوية التاسعة، مختار بلمختار، لتسليم نفسه في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ومن بين "التحفظات" التي فجّرت الخلافات والإنشقاقات والتمردات بتنظيم "القاعدة"، عدم وجود "هيكلة واضحة" داخل التنظيم "الجديد"، وغياب "المنهج الشرعي"، في وقت لا يخفى فيه "تغييب الهيئة الشرعية" داخله وإبعادها عن أية مشاركة في إصدار "الفتاوى" المتعلقة بالعمل الإرهابي، علما أن أسامة بن لادن، الذي قالت "الجماعة السلفية" في وقت سابق، بأنها غيرت اسمها "بإذن وترخيص" منه، لم يبرر إلى اليوم، قتل الأبرياء في الجزائر، وكان قد تحفظ على طريقة نشاط التنظيم الإرهابي "الجماعة الإسلامية المسلحة" "الجيا". أ. أسامة