بات مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي في ورطة حقيقية عشية مواجهة الطوغو، ضمن الجولة ال5 من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، بسبب سوء أرضية الملعب ولعنة خارج الديار التي تطارد "الخضر"، مما يجعل المدرب السابق للدحيل القطري مجبرا على مراجعة حساباته، واختيار التشكيلة المثالية القادرة على العودة بالنقاط الثلاث لضمان التأهل إلى "الكان"، وعدم تكرار سيناريو البينين في الجولة الماضية. وكشف اتحاد الكرة الطوغولي مؤخرا، أنه سيستقبل المنتخب الوطني يوم 18 نوفمبر القادم بالملعب البلدي في العاصمة لومي، وهو ملعب صغير جدا وبمواصفات سيئة جدا، حيث يتوفر على أرضية من الجيل الصناعي، وتضم مدرجاته 15 ألف مقعد للجماهير فقط، ولا يتوفر على بعض شروط الأمن على غرار منطقة إحماء اللاعبين، ما سيشكل ضغطا رهيبا على نجوم "الخضر" المحترفين والذين لا يحسنون اللعب فوق الأرضيات الاصطناعية "الطارطون"، يضاف إلى ضغط آخر وهو ضرورة تحقيق الفوز الذي سيضمن للمنتخب الوطني التأهل بشكل رسمي إلى نهائيات البطولة، أو تفادي الهزيمة لتأمين حظوظه حتى موعد الجولة السادسة الأخيرة، عندما يستضيف غامبيا في مباراة شكلية بسبب خروجها من المنافسة. وفي خضم هذه المعطيات، وكذا فشل المنتخب الوطني في تحقيق أي انتصار خارج القواعد خلال 30 شهرا الماضي، سيكون بلماضي تحت ضغط رهيب وفي ورطة، ومجبرا لا مخيرا على إحداث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، فضلا عن استدعاء بعض اللاعبين المحليين أو على الأقل المكونين في الجزائر والمتعودين على اللعب فوق أرضيات الملاعب المعشوشبة اصطناعيا، على سبيل المثال لا الحصر، مهاجم لوهافر الفرنسي زين الدين فرحات وكذا المدافع عبد اللاوي المحترف بنادي سيون السويسري ومهاجم نوتينغهام فورست الإنجليزي هلال العربي سوداني، وهذا من أجل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في الطوغو. ورغم أن بلماضي سبق وأن صرح أنه لا فرق بين لاعب محلي وآخر محترف، وكل من يملك الجنسية الجزائرية والإمكانات التي ترشحه للتواجد مع "الخضر" سيستدعيه بدون أي مشكل، إلا أن هذا الأمر لم يمنعه من فتح النار على البطولة المحلية التي وصفها ب"الضعيفة"، وقال في أول ندوة صحفية له بنبرة حادة للصحفيين:"أوقفوا النفاق من فضلكم، عندما يستعدي المدرب لاعبا محليا تنتقدوه، والآن تثيرون هذه القضية..تعرفون أن البطولة المحلية ضعيفة ولا يرقى مستواها لما يفعله المشجعون في الملاعب، ومع ذلك أخطط للاستعانة باللاعبين المحليين مستقبلا"، وخلال 3 مواجهات أشرف عليها لحد الآن أمام غامبيا والبينين ذهابا وإيابا لم يعتمد بلماضي على اللاعبين المحليين، وأكثر من ذلك أقصاهم نهائيا من القائمة واستثنى فقط اسمين أو ثلاثة كحارس وفاق سطيف زغبة وزميله المدافع بدران، والذين سجلوا حضورهم في المباريات الثلاث كمتفرجين فقط، غير أن هذا الأمر قد يكون مغايرا في لقاء الطوغو، وتواجد بعض المحليين بات أكثر من ضروري. تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني يحتل صدارة المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف عن غريمه منتخب بنين، بينما يحتل منتخب الطوغو 5 نقاط، وتتذيل غامبيا جدول الترتيب بنقطتين فقط، وسيتأهل الأول ووصيف المجموعة إلى النهائيات ما سيجعل المنافسة محتدمة في هذه المجموعة إلى آخر جولة في شهر مارس القادم.