تسعى مجموعة من 15 سفيراً غربياً في بكين تتصدرها كندا لعقد اجتماع مع أرفع مسؤول في إقليم شينجيانغ ذي الغالبية المسلمة لاستيضاح الأمر فيما يتعلق بانتهاكات يتردد أنها مست حقوق أقلية الأويغور العرقية. وسيقدم السفراء طلبهم في رسالة إلى تشن تشوان قوه رئيس الحزب الشيوعي في شينجيانغ وذلك حسب نسخة من مسودة الرسالة قالت وكالة رويترز للأنباء، الخميس، أنها اطلعت عليها. وتمثل هذه الخطوة تنسيقاً واسعاً غير معتاد من جانب مجموعة من الدول فيما يتعلق بمشكلة خاصة بحقوق الإنسان في الصين وتصور مدى ردود الفعل المتصاعدة التي تواجهها الصين بسبب حملة تضييق الخناق على الأويغور في الإقليم الغربي. وكانت بكين واجهت استنكاراً من نشطاء وأكاديميين وحكومات غربية وخبراء حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بسبب عمليات احتجاز جماعي ومراقبة لصيقة لأقلية الأويغور التي يغلب عليها المسلمون وجماعات أخرى مسلمة تعتبر شينجيانغ موطنها. وفي أوت قالت لجنة مختصة بحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة، إنها تلقت العديد من التقارير الموثوق بها التي تفيد أنه يجري احتجاز مليون أو أكثر من الأويغور فيما يشبه "معسكر اعتقال ضخم تكتنفه السرية". وتقول الصين، إنها لا تنفذ عملية احتجاز تعسفية وتلقين سياسي بل يتم إرسال بعض المواطنين ممن ارتكبوا مخالفات بسيطة إلى مراكز للتأهيل المهني لتوفير فرص عمل لهم. وقد انزعجت بكين للانتقادات الخاصة بوضع حقوق الإنسان ونادت بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وقال وزير الخارجية الصيني، الثلاثاء، إن على العالم أن يتجاهل "الثرثرة" عن شينجيانغ ويثق في سلطات الإقليم. ولم يتضح ما إذا كانت الرسالة قد أرسلت بالفعل أو تم تعديل فحواها. وقال مصدر دبلوماسي، إنه يجري عرضها على دول أخرى ربما تشارك في التوقيع عليها. واكتفى عدة دبلوماسيين مطلعين على الرسالة بتأكيد وجودها ورفضوا الخوض في مزيد من التفاصيل لحساسية الموضوع. وطلب كل الدبلوماسيين عدم الكشف عن هوياتهم. وأحجمت حكومات أجنبية عديدة عن انتقاد بكين علانية وقال الدبلوماسيون، إن الدول تخشى إغضاب الصين التي تتمتع بثقل دبلوماسي بفضل قوتها ومبادراتها الاقتصادية مثل برنامج الحزام والطريق للبنية التحتية. "نشعر بقلق عميق" يقول السفراء في الرسالة الموجهة مباشرة إلى تشن، الذي يعد أرفع مقاماً من شهرت ذاكر حاكم الإقليم المنتمي للأويغور، إنهم يشعرون بقلق شديد للنتائج التي خلص إليها تقرير الأممالمتحدة عن شينجيانغ. وجاء في الرسالة: "نحن نشعر بقلق عميق للتقارير الخاصة بمعاملة الأقليات العرقية وبخاصة أفراد عرقية الأويغور في إقليم شينجيانغ المتمتع بالحكم الذاتي.. ومن أجل فهم أفضل للوضع نطلب عقد اجتماع معكم في أقرب فرصة ممكنة لبحث هذه المخاوف". وسترسل نسخ من الرسالة إلى وزارتي الخارجية والأمن العام الصينيتين والقسم الدولي بالحزب الشيوعي. وليس من الممكن الاتصال مباشرة بأي قيادات صينية للتعليق على الرسالة. ولم ترد حكومة الإقليم ووزارتي الخارجية والأمن العام والقسم الدولي بالحزب الشيوعي ومكتب المتحدث باسم الحزب على استفسارات رويترز. وتقول الصين، إن بكين تواجه تهديداً خطيراً من متشددين إسلاميين وانفصاليين يخططون هجمات ويثيرون التوترات مع أغلبية الهان العرقية في الصين. والرسالة مذيلة بأسماء 15 سفيراً غربياً هم سفراء كندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وهولندا وأستراليا وأيرلندا والسويد وبلجيكا والنرويج واستونيا وفنلندا والدانمرك. وقال أربعة دبلوماسيين مطلعين على الرسالة وفحواها، إن كندا قادت عملية صياغتها. وفي بيان إلى رويترز لم تعلق وزارة الخارجية الكندية مباشرة على الرسالة، لكنها أبدت قلقاً عميقاً للتقارير التي تحدثت عن اعتقال الأويغور وغيرهم من المسلمين ومراقبتهم على نطاق واسع في شينجيانغ. وقال البيان: "أثار وزير الشؤون الخارجية الوضع الذي يواجهه الأويغور مباشرة مع وزير خارجية الصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتثير كندا بانتظام المخاوف المتعلقة بإقليم شينجيانغ مع السلطات الصينية سواء علانية أو بصفة غير رسمية وعلى المستوى الثنائي وفي المحافل متعددة الأطراف وستستمر في هذا النهج". والولايات المتحدة ليست من الأطراف الموقعة على الرسالة رغم أن دبلوماسيين غير أمريكيين يقولون إن لها دوراً كبيراً في إثارة قضية شينجيانغ. ورداً على سؤال عن الرسالة قال متحدث باسم السفارة الأمريكية: "مازلنا نشعر بالانزعاج لقيام الحكومة الصينية منذ أفريل 2017 باحتجاز عدد يقدر بحوالي 800 ألف وربما يتجاوز مليونين من الأويغور والكازاك وغيرهم من المسلمين في معسكرات احتجاز من أجل التلقين السياسي". Exclusive: In rare coordinated move, Western envoys seek meeting on Xinjiang concerns https://t.co/kBUy50NH4D — Reuters World (@ReutersWorld) November 15, 2018