نزلت الدقيقة 19 من مباراة بيتيس إشبيليا بضيفها ريال سوسيداد التي لعبت زوال الأحد بالخبر السعيد، ليس بسبب إصابة اللاعب المكسيكي لنادي بيتيس غواردادو، وإنما بدخول اللاعب الجزائري رياض بودبوز بدلا عنه، وهو الذي غاب عن تشكيلة الفريق الأندلسي لمدة شهر إلى درجة إبعاده نهائيا عن القائمة، وهو ما أصاب اللاعب بالإحباط وصار يفكر علنا في العودة إلى الدوري الفرنسي الذي بالرغم من أنه لعب مع أندية متواضعة فيه، إلا أنه كان يعيش مثل السلطان سواء بذل جهدا وأبدع أم كان خارج الإطار، ودخوله أساسيا لا جدال فيه. رياض بودبوز لم يقدم مباراة كبيرة أمام ريال سوسيداد، ولولا وجود زميله الجزائري عيسى ماندي إلى جانبه لما ظهر رياض طوال ال 81 دقيقة التي لعبها، حيث كان ماندي في خدمته في تزويده بالكرات، وكلما تسلم ماندي الكرة إلا وبحث عن رياض بودبوز، ودأب عيسى ماندي الذي يعتبر عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في بيتيس على مساعدة مواطنه الذي يعيش في خط الوسط وفي الهجوم غربة حقيقية في وجود نجوم كبار ومعروفين مثل الإسبانيين الدوليين السابقين خواكين وتييو، اللذين خطفا من رياض كل الصلاحيات التي تمتع بها مع الفرق الفرنسية التي لعب لها، ومنها تنفيذ الكرات الثابتة وضربات الجزاء. لم يلعب رياض بودبوز في 14 مقابلة من عمر الدوري الإسباني سوى 535 دقيقة فقط وهو رقم مجهري للاعب يحمل الرقم عشرة وقيل خلال تحضيرات الصيف بأنه سيكون قائد أوركسترا الفريق الذي تأهل رسميا للدور الثاني من منافسة أوربا ليغ في فوج صعب يضم الميلان الإيطالي، ومازال رياض بودبوز يبحث عن هدفه الأول لهذا الموسم، وهو لاعب معروف بقلة أهدافه حيث لم يسجل في مختلف الدوريات التي لعب لها منذ احترافه سوى 47 هدفا، من عادة كبار اللاعبين تسجيلها في موسم واحد، ولكنه ممرر حاسم وعادة ما يقدم تمريرات أهداف أكثر من تسجيله للأهداف. عاش بودبوز سنواته في فرنسا مدللا فقد حمل الرقم 10 في ناديه الأول سوشو وهو دون العشرين ومنحه أيضا رابح سعدان في مونديال جنوب إفريقيا وهو في العشرين نفس الرقم السحري، وعندما سقط سوشو إلى القسم الثاني انتقل رياض بودبوز إلى نادي باستيا في الميركاتو الشتوي وحمل فيه الرقم 10، ولكن الفريق سقط أيضا، فانتقل إلى مونبيلييه وحمل الرقم 10 وبعد موسمين ونصف، غادر فرنسا نهائيا إلى إسبانيا وحمل في بداية 2016 ألوان ريال بيتيس، فلعب في نصف موسم 1360 دقيقة وسجل هدفين وقدم ثلاث تمريرات حاسمة، وسعد مع الفريق بانتزاع مرتبة أوروبية سمحت للفريق الأندلسي بالمشاركة في أوروبا ليغ بعد غياب طويل، وتم البصم على نجاح التجربة الإسبانية لرياض بودبوز، وازداد التفاؤل في مرحلة التحضيرات الصيفية وقال مدرب بيتيس الإسباني كيك سيتيا بأن فريقه ستكون له كلمة في الليغا لأنه يمتلك نجما من طينة رياض بودبوز الذي تسلّم الرقم 10، وتحدث رياض عن عودته القوية واستبشر خيرا في العودة إلى المنتخب الجزائري، ولكن المرحلة الأولى لم تكن بردا وسلاما عليه، فتم إبعاده وبدأ الحديث عن تنقله إلى نيس أو إلى فريق فرنسي آخر، حتى يعود إلى مملكته التي يعيش فيها ويلعب حسب الطقوس التي يريدها، فخلال المباراة الأخيرة لوحظت السرعة التي يتمتع بها كل لاعبي النادي الأندلسي عكس صاحب الرقم 10 رياض بودبوز الذي لا يلعب بنفس الروح القتالية لزملائه لأنها طريقته الخاصة في اللعب. يبلغ رياض بودبوز حاليا من العمر 28 سنة وتسعة أشهر، وإذا عاد إلى فرنسا سيغلق أبواب التألق نهائيا في وجهه، لأنه من المستحيل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان ولا حتى إلى ليون ومارسيليا وموناكو وسيبقى يدور ما بين الفرق المتوسطة والضعيفة، وقد يمضي على شهادة وفاته مع المنتخب الجزائري في وجود لاعبي وسط متألقين وينشطون في دوريات أقوى من الدوري الفرنسي وفرق أقوى من الفرق التي سبق لرياض بودبوز أن لعب لها. ب. ع