خطف الأضواء عمار جعرة من باتنة، حين أحرز الميدالية الذهبية في البطولة العربية الخاصة بالرياضات الجوية التي احتضنتها مؤخرا مدينة بني ملال المغربية، حدث ذلك بعد تنافس حاد مع رياضيين مغاربة، ويؤكد ابن تكوت عمار جعرة بان هذا الانجاز تحقق رغم انعدام الإمكانات، داعيا الجهات الوصية إلى الاهتمام بالرياضة وتوفير الإمكانات حتى يتسنى المساهمة في جعل الرياضات الجوية متعة رياضية وسياحية في جبال الأوراس وبقية مناطق الوطن. بداية، كيف نلت الميدالية الذهبية في البطولة العربية الخاصة بالرياضات الجوية التي جرت مؤخرا في المغرب؟ أنا سعيد بهذا الانجاز، خاصة وأنني منحت الميدالية الذهبية الوحيدة للجزائر، وما يجعلني أكثر سعادة هو أن انطلاقتي كانت من العدم، فلو نعود إلى بداية المسيرة فقد تمت في ظروف صعبة جدا، لكن الحمد لله، بفضل الإرادة وقوة العزيمة تمكنت من التمركز في أخذ مكانة لي في المنتخب الوطني الذي تسهر عليه الاتحادية الجزائرية للرياضات الجوية، وكانت أول الخطوات الفعلية هو الحصول على هذا التتويج الذي يعد تتويجا لجميع الجزائريين. كيف تمكنت من تجسيد تواجدك في المنتخب الوطني في هذا الظرف القصير؟ حدث ذلك خلال البطولة الوطنية التي جرت منذ شهرين في عنابة، حيث تحصلت على المرتبة الثانية، اختصاص النزل بدقة، منذ ذلك بدأ مشواري مع الاتحادية، وكنت دوما ضمن الثلاثة الأوائل، وهو ما يؤكد بان تواجدي في المنتخب الوطني كان مستحقا، فكانت الفرصة للمشاركة في المسابقة التي احتضنتها مؤخرا مصر، ثم شاركت في البطولة العربية التي جرت في بني ملال المغربية، حيث تحصلت على الميدالية الذهبية أمام منافس مغربي قوي، ولك أن تتخيل قوة المنافسة التي حصلت بيننا، خصوصا وأن المغرب هو المسيطر على هذا النوع من الرياضة. لماذا في رأيك؟ لأن هذا النوع من الرياضة تطور في المرغب بفضل السياحة، زرت المغرب منذ 4 سنوات وقد كنت حينها مبتدئا، ووقفت على الجهود القائمة في هذا الجانب، حيث أن الأشقاء المغاربة تعلموا الرياضات الجوية عن طريق الأجانب، ليبرهنوا على إمكاناتهم بفضل توفرهم على أماكن مخصصة للطيران الشراعي الجوي، ما جعلهم يتعلمون هذه الرياضة بعدما كانوا في وقت سابق يتفرجون في الأجانب وهم يحلقون في الجبال المغربية. هل نفهم من كلامك بان هذا الذي ينقص منطقة الأوراس لتطوير هذا النوع من الرياضة؟ تخيل لو توفرت الإمكانات في هذه الأماكن الأوراسية، أكيد أن ذلك سيكون بمثابة سياحة ومتعة ورياضة. وعيه ندعو السلطات والجهات الوصية إلى مد يد العون لتطوير الرياضات الهوائية في المنطقة، وتعميمها على المستوى الوطني. ماذا عن تجربتك الشخصية في مجال تكوين الرياضيين؟ قمت منذ عامين بتكوين نادي رياضي خاص بالرياضات الجوية، والحمد لله أنني تمكنت لحد الآن من تكون 18 طيارا، خمسة منهم قادرون على الطيران بميزات الطيارين الذين يتحكمون في المظلات الشراعية، حدث هذا في وقت لم يتعد 5 إلى 6 أشهر، وأعتبر هذا الانجاز مهما رغم انعدام الإمكانات، وأكيد لو يكون الدعم الكافلي واللازم ستكون الحصيلة أفضل بكثير، لا تنس أن العتاد الرياضي لهذا النوع من الرياضة غال جدا، مثل المحرك أو المظلات وغيرها، وهو ما يتطلب الدعم وتوفير الإمكانات لتطوير هذه الرياضة. لو نعود قليلا إلى مسيرتك، كيف كانت الانطلاقة الفعلية؟ كنت طيارا سابقا في القوات المحمولة جوا (المظليين)، ومنذ الصغر كنت أحب التطلع والقفز، حيث بدأت مسيرتي بعدة قفزات، موازاة مع إجراء تربصات رياضية في هذا الجانب، في السابق كنت أريد ممارسة هذا النوع من الرياضة لكن لم أكن على علم بها، لكن بمرور الوقت تحكمت في تقنياتها، وقمت بمحاولات طيران ناجحة في مختلف جبال ومرتفعات منطقة الأوراس، على غرار جبال تكوت ومرتفعات وادي الطاقة، كما حاولت وضع موقع خاص للطيران رغم ضعف الإمكانات. وبمرور الوقت حققت انجازات مهمة خلال البطولات والتربصات التي أقيمت في تيزي وزو وجانيت وغيرها من مناطق الوطن، ما جعلني أتحكم في عديد التخصصات، مثل الطيران بمظلة ذات محرك، والطيران بمظلة شراعية منحدرات، وكذا الطيران بمظلة النزول الحر وكذا النزول بدقة. في العام 2014 كنت الأوراسي الوحيد الذي يمارس رياضة الطيران في باتنة، كيف كان شعورك؟ أنا سعيد لأنني ساهمت في التأسيس لرياضة الطيران الشراعي في باتنة ومنطقة الأوراس بشكل عام، لكن في الوقت نفسه كنت أسعى إلى توسيعها وتوسيع دائرة ممارسيها، حدث ذلك رغم نقص الإمكانات وغلاء العتاد الرياضة، فقمت بتأسيس فريق مشكل حاليا من 18 رياضي، ما يجعلني متفائل بتطوير وترقية هذه الرياضة مستقبلا في منطقة الأوراس. ما هي الرسالة التي تريد تبليغها في الأخير؟ أنا على يقين بأن هناك إطارات قادرة على إيصال ندائنا للجهات الوصية، من أجل مد يد العون والمساهمة في تطوير رياضة الطيران الشراعي، وفي مقدمة ذلك تخصيص أماكن للطيران، لتسهيل مهمة الممارسين لهذه الرياضة، ولم لا التفكير مستقبلا في تنظيم بطولات إقليمية وعالمية في الجزائر، خصوصا وان بلادنا تتوفر على أماكن ومواقع ممتازة تسهل مهمة التحليق في السماء، وهذا يساهم في جلب السياح، فمنطقة باتنة والأوراس بشكل عام في حاجة إلى مشاريع وهياكل سياحية من شأنها أن تساهم في تنمية المنطقة وكذا استقطاب السياح والرياضيين على حد سواء، ما يجعلنا نضمن متعة السياحة ومتعة الرياضة في الوقت نفسه.