يواجه رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار "ثورة" جديدة داخل الهيئة التي يرأسها منذ شهر جوان الماضي، بعد تلك التي كادت تعصف به في شهر نوفمبر الماضي إثر خروج خلافه مع أعضاء مجلس إدارة الرابطة إلى العلن. كشفت مصادر متطابقة ل"الشروق" بأن موظفي الإدارة على مستوى الرابطة أودعوا شكوى ضد مدوار لدى رئيس الفاف، خير الدين زطشي، على خلفية ارتكابه الكثير من التجاوزات في حقهم، والتي بلغت خد إصراره على طردهم من مناصبهم، بعد أن شكك في قيامهم ب"تسريب" الأخبار وما يجري داخل الرابطة لوسائل الإعلام ولمسيرين سابقين في الهيئة الكروية، وأضافت مصادرنا بأن موظفي الرابطة وجدوا أنفسهم في وضعية صعبة للغاية بسبب غياب أي مسؤول يشكون إليه ما يعانون منه، ما جعلهم يلجؤون لرئيس الفاف قصد إنصافهم، مؤكدين له بأن مدوار يتصرف بمفرده في كل ما يخص شؤون الرابطة. وبحسب ذات المصادر، فإن موظفي الرابطة ليسوا وحدهم من يعاني من تهميشهم وتجاهلهم من طرف رئيس الرابطة، وإنما حتى مسؤولي وممثلي الأندية المحترفة، الذين "تاهوا" خلال مرحلة الانتقالات الشتوية الحالية، ولم يجدوا مسؤولا يتحدثون إليه بالرابطة خلال هذه الفترة الحساسة، في ظل تواصل إصرار مدوار على عدم تقسيم المهام بين أعضاء مجلس الإدارة وعدم تعيين أمين عام جديد خلفا لأورير الذي استقال بعد أسبوع فقد من تعيينه في منصبه، بالرغم من أن أعضاء مجلس الإدارة عبروا عن سخطهم من ذلك علانية في شهر نوفمبر الماضي، وكاد ينتهي الأمر بسحبهم الثقة من مدوار، قبل أن يتدخل الأخير رفقة رئيس الفاف لفض النزاع، حيث التق أعضاء مجلس الإدارة مع دوار في اجتماع، أعلنوا فيه فتح صفحة جديدة، وتجاوز كل المشاكل السابقة، لكن ذلك يبدو أنه لم يكن سوى ذرا للرماد في العيون. وغاب مدوار عن الساحة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تخلفه عن اجتماع المكتب الفدرالي الأخير يوم 17 ديسمبر الماضي، وبرر مدوار وقتها ذلك لانشغاله بالتزامات شخصية، قبل أن يطلق تصريحا مثيرا للجدل حيث قال بأنه:"لا يشتغل عند أي أحد وبأنه ليس لديه أي مسؤول عنه"، ما يدل على تأكد الأخبار المنتشرة حول تشنج علاقته مجددا مع رئيس الفاف.