تغلب سائق الأجرة منذر القصاص على أزمة الوقود المتكررة في قطاع غزة بإختراعه سيارة متواضعة تعمل على الطاقة الكهربائية في هذا القطاع الفقير الذي يحاصره الكيان الصهيوني منذ سنوات. ويطمح القصاص "32 عاما" إلى تطوير هذه السيارة التي قام بتصنيعها على مدار شهور عدة على سطح منزله الذي يضم مختبرا يجمع فيه أجهزة كهربائية بالية وبعض المواد الخام التي يعيد تدويرها وإستخدامها في إبتكاراته،ويقول الشاب "فكرت في صناعة هذه السيارة لتلائم الظروف التي نعيش فيها في قطاع غزة خصوصا أزمة المحروقات والوقود التي تؤدي بالسائقين إلى الإصطفاف على محطات البنزين أو شراء الوقود بأسعار مرتفعة من السوق السوداء"،وغالبا ما تعاني محطات الوقود في غزة من شح في توفر الوقود، خصوصا السولار والبنزين، الذي يتم تهريب كميات كبيرة منه بشكل يومي عبر مئات الإنفاق التي تنتشر على طول الحدود مع مصر،وتلفت هذه السيارة مكشوفة الجانبين نظر المارة في شوارع غزة بهيكلها الجانبي الخشبي ومقودها الذي إستعاره القصاص من جهاز رياضي وإطاراتها التي إستخدمها من عربات لنقل مواد البناء. ولا تتجاوز سرعة هذه السيارة العشرين كيلومترا في الساعة ولا تحمل السيارة أكثر من 150 كيلوغراما، إلا أن الشاب يحلم بزيادة سرعتها وتحسين مواصفاتها بل وتشغيلها على الطاقة الشمسية،وتحتاج هذه السيارة إلى شحن بالتيار الكهربائي لمدة خمس ساعات عبر سلك مثبت بها للتمكن من السير قرابة الأربع ساعات،وعلى الرغم من أن تكلفتها لم تتجاوز ألف دولار أمريكي إلا أنها شكلت عبئا ماديا بالنسبة إلى الشاب القصاص الذي يعمل كسائق أجرة منذ عشر سنوات والذي يحمل شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية لم يعمل بها منذ حصوله عليها في العام 2002،وإخترع أيضا جهازا صغيرا يتيح لهؤلاء المرضى إستخدام الكمبيوتر، ويتحكم المريض بهذا الجهاز برأسه أو لسانه أو كتفه وذلك بحسب حاجته ودرجة عجزه،إلا أنه يشكو من عدم توفر الإمكانيات والتحفيز في قطاع غزة للتشجيع على الإبداع العلمي، ويقول "لا تبدي الجهات المسؤولة هنا إهتماما بتشجيع الشباب على العلم والإختراع وتطوير إمكانياتهم، نحن بحاجة إلى تشجيع وتوجيه".