أكد السفير الأمريكي في الجزائر، السيد روبرت فورد، أن الرئيس جورج بوش لم يضع جدولا زمنيا بعد لإنسحاب القوات الأمريكية من العراق، نافيا بذلك التقارير التي تتحدث عن احتمال وجود جدولة زمنية لهذا الإنسحاب في ظل الضغوط الداخلية التي يثيرها الديمقراطيون والرأي العام على خلفية تزايد الخسائر في صفوف القوات الأمريكية التي تحتل العراق. ولكن السفير الأمريكي وفي جلسة مع الصحفيين بمقر "الشروق اليومي" أمس الأحد أشار الى أن هذا الأمر مطروح بقوة للنقاش بين الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون والبيت الأبيض. وأوضح أن الإنسحاب هو رغبة الأمريكيين وسيحدث في نهاية المطاف بعد أن تصبح القوات العراقية جاهزة لتحمل المسؤولية الأمنية في مختلف مناطق العراق.. وأشار في هذا الصدد الى أن أولوية إدارة جورج بوش في عام 2007 هو كيفية مساعدة العراق على الخروج من دائرة العنف المتواصل وكيفية إنعاش اقتصاده بمساعدة المجتمع الدولي بما فيها الدول الإقليمية والعربية. وردا على سؤال حول مدى تأثر الموقف الأمريكي في العراق بعد رحيل حليف بوش الأول، رئيس وزراء بريطانيا، توني بلير، خاصة وأن خليفته المرشح، غولدن براون اعترف "بارتكاب أخطاء في العراق"، قال السفير الأمريكي ببلادنا أن القضية ليست مرتبطة برئيس الوزراء وإنما بالموقف المبدئي في هذه الدولة، مقللا من أهمية "اعتراف براون"، لأن الإدارة الأمريكية نفسها يقول المتحدث تعترف جهارا بارتكاب أخطاء عديدة في العراق، مثلما كانت قد صرحت وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس وغيرها من كبار المسؤوليين الأمريكيين. ويذكر أن السفير الأمريكي ببلادنا ملم بالملف العراقي وقد استعان به مؤخرا السفير الأمريكي الجديد في العراق، من أجل مساعدته في فهم الوضع المعقد هناك، حيث زار بغداد بين شهري مارس وأفريل. وترفض الإدارة الأمريكية جدولة انسحابها من بلاد الرافدين في الوقت الذي ترتفع الخسائر وسط جنودها المتواجدين في هذا البلد، حيث تعرضت أول أمس الى ضربة قوية قتل خلالها خمسة من الجنود الأمريكيين وفقد ثلاثة ومعهم مترجم عراقي، وذلك في هجوم استهدف دوريتهم على طريق ريفية قرب بلدة اليوسفية غرب بغداد. وبعد هذه العملية شنت القوات الأمريكية عمليات بحث وتفتيش واسعة النطاق بمشاركة أربعة آلاف جندي وبمساندة الطائرات الحربية في حقول وبساتين جنوب بغداد بحثا عن الجنود المخطوفين.. يقول المسؤولون في الجيش الأمريكي أنهم يستخدمون "كل الطرق المتاحة" للعثور على الجنود المفقودين. وتلقي عملية السبت بظلالها على ما يسمى جهود الجيش الأمريكي والحكومة العراقية لإحتواء الوضع في بغداد وضواحيها في إطار "خطة أمن بغداد" التي يجري تطبيقها منذ حوالي ثلاثة أشهر، حيث لم تحد هذه الخطة من تحركات المسلحين ولا المليشيات، بل أن التقارير الإخبارية اليومية تؤكد ارتفاع وتيرة الهجمات والتفجيرات بشكل ملحوظ. مع العلم أن انتقادات عديدة توجه لمنفذي هذه الخطة ومن بينها أنها تستهدف المواطنين عن طريق الاعتقالات العشوائية واقتحام بيوت السكان بدون إذن. ليلى / ل