انتهت المدة المقررة للحملة الانتخابية لتشريعيات 17 ماي الجاري وسيهدأ المترشحون من استعراضاتهم الوهمية وستضع حروبهم الدونكيشوتية أوزارها وتغلق أفواههم التي ألفت اللغو السياسي ويقفل المسرح وينزل الممثلون الذين أدوا أدوارهم ببراعة مبهرة في بعض الأحيان وكذلك "الكومبارس" الذين أوكلت لهم مهام زرع الدسائس ووخز الإبر والحقن المليئة بالضغينة والصراعات. والأهم من ذلك كله سنرتاح نحن منهم، من وجوههم التي نصطبح عليها يوميا عبر صفحات الجرائد، سنرتاح من صورهم المعلقة على الجدران والأشجار وأعمدة الكهرباء وإشارات المرور، سنرتاح من نشرات الأخبار الطويلة جدا التي تنقل لنا شطحاتهم العشوائية وكلامهم الفارغ وأكاذيبهم الكثيرة. انتهى إذن الشطيح والرديح.. ثم ماذا؟ سينتظرون النتائج؟ لا.. لا طبعا لن ينتظروا ذلك لأن الجميع يُوفّ مكانه وذلك بإقرار منهم جميعا فالأول أكد باكتساحه الساحة وقال بصريح العبارة "وزراء كاينين وديبوتيا .برلمانيين.. كاينين"، والثاني أكد أنه لن يتزحزح من مكانه ويبوس يده وجها وظهر على ذلك، أما الثالث فحسبه بقراءة الفنجان وقال نسبته ستكون 30% ثم بعد هذا..هل هناك كلام؟؟ ومادام الأمر كذلك لماذا كل هذا الإرهاق واللقب والقفز والنط.. ربما من أجل إيهام الشعب أنه من يشارك بجدية في تحضير الكعكعة وثم طبخها وبعدها تفريقها... فعلا نجحتم في تمثيليتكم المبهرة.. وانتهى المسلسل الآن.. ثم هل سيصدق الشعب أنكم فعلا "رايحين أجيبوا السّبع من وذنو؟...