دشنت الشركة الوطنية للمحروقات رسميا، الخميس، مصفاة سيدي أرزين ببراقي بالعاصمة بعد أن خضعت لعمليات صيانة وتحديث منذ 2010 بتكلفة بلغت 1.5 مليار دولار، حيث سترتفع طاقة التكرير السنوية بها إلى 3.7 مليون طن سنويا، ما سينهي استيراد الجزائر للبنزين اعتبارا من شهر جوان المقبل. وخلال مراسيم التدشين التي جرت صبيحة الخميس، بالمصفاة الواقعة بمنطقة سيدي أرزين ببراقيجنوب العاصمة، ذكر الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور أن الشركة ومن خلال هذا المشروع فقد تعلمت إنجاز المشاريع بصرامة كبيرة، وفق الآجال المحددة والنوعية المطلوب، وعلق بالقول "الرئيس أوباما كان يقول نعم نستطيع، أما أنا فأقول نعم لقد استطعنا". من جهته، قال نائب الرئيس المدير العام المكلف بتسويق المحروقات أحمد مازيغي إن استلام مصفاة براقي يعني أن الجزائر ستودع بشكل شبه نهائي استيراد البنزين اعتبارا من شهر جوان المقبل. وشرح مازيغي أن المصفاة ستنتج 1.4 مليون طن سنويا من البنزين (دون رصاص خصوصا)، ما يعني أن الجزائر واعتبارا من جوان ستكون تقريبا دون حاجة لاستيراد البنزين وإذا حدث ستكون كميات محدودة ب30 ألف طن فقط. وكما هو معلوم فقد تم فسخ عقد شركة "تيكنيب" الفرنسية التي كانت مكلفة بأعمال الصيانة وإعادة التأهيل، لكن العقد تم فسخه في جوان 2015، ومنح المشروع لشركة "CPECC" الصينية نهاية 2016، التي تولت إكمال المهمة، حيث بلغت تكلفتها المالية نحو 1.5 مليار دولار حسب ولد قدور. وكشف ولد قدور أن الشركة بصدد التفاوض مع شركة أرامكو السعودية العملاقة بخصوص تكاليف (أسعار) تكرير كميات من النفط الخام الخاص بها في مصفاة أوغستا التابعة لسوناطراك. وذكر ولد قدور بهذا الخصوص "سنلتقي الأسبوع المقبل في اجتماع تفاوضي مع أرامكو حول تكاليف تكرير كميات من النفط الخاص بها في مصفاة سوناطراك ب "أوغستا". وأشار المتحدث إلى أن أرامكو زبون بنسبة 20 بالمائة لإكسون موبيل لما كانت المصفاة ملكا للشركة الأمريكية، ولم تكن العلاقات حسنة بين الطرفين، وسيتم التفاوض معها بشأن تكاليف التكرير، ما سيعود بمداخيل لصالح سوناطراك. وفي رد على سؤال بخصوص التغييرات التي شهدتها مناطق الإنتاج والمديرين الجهويين بالجنوب التابعة لسوناطراك دافع ولد قدور عن التغييرات التي حدثت، مشيرا إلى أن التغييرات والتحويلات أمر عادي في حياة شركة، وخصوصا أن الشركة التي لا تتغير ولا تتحول ستموت حتما. وقال ولد قدور بهذا الخصوص "منذ قدومي على رأس الشركة ومنذ أن عرفت سوناطراك لم يحدث أي تغيير في تنظيم قسم نشاط المنبع أو أي قسم آخر". وأضاف "لا أرى أين هو المشكل إذا قمت بتعيين أحد نواب الرئيس كمستشار لدي وتعويضه في منصبه بآخر"، في إشارة واضحة إلى تعيين نائب الرئيس المكلف بالإنتاج والاستكشاف صالح مكموش في منصب مستشار لدى الرئيس المدير العام وتعويضه بالنيابة بنائب الرئيس المكلف بنقل المحروقات عبر الأنابيب سليمان العربي باي. وبخصوص التغييرات التي مست مديريات الإنتاج بالجنوب، أوضح ولد قدور أن جلها كان بسبب إحالة المسؤولين على التقاعد على غرار حاسي مسعود وحاسي الرمل، مشيرا إلى أنه تم تعويضهم بمسؤولين شباب، وتعهد بتنصيب المزيد من الإطارات والكفاءات الشابة في مناصب المسؤولية بالشركة.