لم نصادف شبابا خلال جولتنا ، و أغلب الذين إلتقيناهم في مكاتب الإقتراع بالأحياء الراقية بالعاصمة كانوا من فئة النساء و المسنين ، صادفنا شابتين فقط خلال جولتنا بأكثر من سبعة مراكز ، و إتفق هؤلاء على "أنهم يؤدون واجبا " ، الإقبال كان محتشما بإعتراف مؤطرين عملوا في إنتخابات سابقة منها الرئاسيات و الإستفتاء حول قانوني الوئام المدني و ميثاق السلم و المصالحة الوطنية. كما سجلنا في العديد من المكاتب ، غياب ممثلي الأحزاب المشاركة لمراقبة العملية الإنتخابية ، مقابل إلتزام مراقبي "حمس" ، ربما لأنه جند العنصر النسوي و إلتقينا بالعديد من مناضليه يتابعون سير العملية في المكاتب التي قمنا بزيارتها ، و لأول مرة ، يتم تخصيص مكتب إنتخاب بموريتي ، لكن اللافت هو غياب مشاركة الشباب الذين على العكس ، خرجوا بالعشرات يجوبون الشوارع إحتفالا بفوز وفاق سطيف ، الذين تزامن مع بداية الفرز. وصلنا مدرسة يوسف بن تاشفين بحيدرة على الساعة التاسعة و خمس دقائق ، كانت تبدو القاعات التي تم تخصيصها للإقتراع فارغة ، إلا من المؤطرين ، 444 مواطنا كان مسجلا على مستوى المكتب رقم 38 رجال ، و أشار رئيس المكتب السيد يزيد مكي إلى إحصاء 3 ناخبين ، أغلبهم مسنين ، و أوضح بحكم تجربته ، أن الإقبال يرتفع بعد منتصف النهار ، على إعتيار أن اليوم عطلة و يستغله الكثير في النوم و قضاء حاجياتهم ، صادفنا السيد أمناي رمضان (63 عاما) ، الذي إعتبر مشاركته أداء لواجب وطني " و أنا أقوم بذلك كأي مواطن جزائري ، و أعتبر ذلك إثباثا لوجودي و عدم إقصاء نفسي من أية مناسبة وطنية" ، و إلتحق به بعد دقائق ، 3 شيوخ إنتظروا بعضهم ليحضروا جماعيا ، و أجمعوا في ردهم على إستفسارنا بخصوص دوافع مشاركتهم " لاخاطارش لازم نفوطو ، الجزائر بلادنا " . هل سيتقاسم النواب معنا رواتبهم مقابل مشاكلنا ؟ غادرنا و ما لفت إنتباهنا إنتشار عدد من الشباب بقاعات الشاي و المقاهي ، كانوا يطالعون جرائد رياضية ، الحديث كان عن كل شىء ، عن الفلم الذي بثته قناة أجنبية أو المقابلة التي ستجمع بين وفاق سطيف و الفيصل الأردني ، عن الفتيات ، عن برنامج الذهاب للبحر ، عندما إستفسرنا منهم عن عزوفهم عن التصويت ، أجمعوا أنهم لا ينتخبون على أشخاص ، ليصلوا إلى مناصب يتقاضون بموجبها أجورا تصل إلى 30 مليون سنتيم " هل سنتقاسم معهم هذه الرواتب ؟ أبدا ، إذن ما الجدوى من ذلك لن يكونوا إلا ممثلي أنفسهم " ، و تدخل شاب كان يتابع حديثنا " غبي أنا لو إنتخبت ، كل شىء خرطي" ، كانت أول أمس ، فعلا رحلة بحث في فائدة الشباب على مستوى مراكز التصويت بالعاصمة ، رأيناهم لكن خارجا ، آخر إهتماماتهم ، كانت التشريعيات ، بعد أن بلغ اليأس بهد درجة النفور حتى من الحديث عنها ، كانوا أكثر متابعة للإنتخابات الفرنسية وإهتماما بمصير المهاجرين بعد صعود ساركوزي. إستطلاع: نائلة.ب:[email protected]