تصوير بشير زمري بدت مدينة تيزي وزو، صباح الخميس، في حالة حذر وتأهب تحسبا لأي شيء قد يحدث صباح الانتخابات، ورغم عدم وجود تعزيزات أمنية إضافية عن المعتاد واضحة للعيان، لكن الكل حذر هنا خاصة في ظل الإشاعات التي ظلت طيلة نهار أمس تحرك الشارع القبائلي. وفي الجولة التي قادت "الشروق" إلى بعض المناطق والبلديات في أعالي منطقة القبائل لاحظنا إقبالا متواضعا على مكاتب الاقتراع بكل من عين الحمام، وافرحونن، واث واسيف، واضية والأربعاء ناث ايراثن. 1. 2. عندما وصلنا الى بلدية واضية مرورا بمنطقة ثاخوخث التي سبق أن شهدت العديد من الاعتداءت الإرهابية، بدى كل شيء عادي وحذرا في نفس الوقت، وكانت بداية جولتنا بأحد مراكز الانتخابات بمدرسة الإخوة وافري، حيث كانت أغلبية المترددين على مراكز الاقتراع من النساء، وهنا صادفنا السيدة حمداد التي جاوزت الستين من عمرها، زوجة شهيد، وفي حديثها ل "الشروق" أكدت أنها "تنتخب من اجل ابنها، ابن الشهيد، الذي أنجبته بالسجون الفرنسية" وفي نفس سياق حديث هذه السيدة صادفنا كلا من مهدي قاسي محمد وكمال وكلهم شباب بطالون قالوا إنهم ينتخبون من اجل مستقبل البلاد، ولكن على الرئيس القادم أن ينظر إلى الداخل قليلا ولا يركز على الواجهة الخارجية فقط، وبدا الشباب واثقين هنا من فوز بوتفليقة. عمي محمد رجل تعدى قليلا سن الخمسين، أكد لنا أن نسبة الإقبال هنا ضعيفة، رغم أنها تبقى الأحسن بالمقارنة مع السنوات السابقة. 3. من واضية إلى اث واسيف.. نفس الأجواء من الترقب والحذر شهدتها البلدية التي أكد لنا احد القائمين على مركزها الانتخابي، أنها سجلت إلى غاية الساعة الواحدة والنصف 174 منتخب، ورغم أجواء الإقبال المتواضع للسكان هنا، كما وقفنا عليها، فإن أحد المشرفين على سير العملية قال إنها المرة الأولى التي يركز فيها الإعلام على العملية الانتخابية بالمنطقة، وهذا في حد ذاته انتصار لها، ويبقى المهم هنا حسب المتحدث هو تسجيل نسبة مشاركة مقبولة، والتي تبقى حسب من تحدثنا إليهم متدنية بالمقارنة مع حجم الحملة الانتخابية التي شهدتها المنطقة. 4. وقد كانت عين الحمام المنطقة التي كانت فيها تقريبا نسبة المشاركة متدنية جدا، حيث وقفنا على مكتبين للانتخابات فارغين تماما، احدهما مخصص للنساء وآخر للرجال، وحسب مسؤول المكتب المخصص للنساء فإنه تم تسجيل 22 منتخبة فقط إلى غاية الواحدة والنصف زوالا. خارج مكاتب الانتخابات تحدثت مصادر غير رسمية هنا بعين الحمام عن إفشال مسيرة حاول دعاة المقاطعة تنظيمها لعرقلة سير العملية، في حين نفى مصدر مسؤول من دائرة عين الحمام -رفض الكشف عن اسمه- الخبر واعتبره جزءا من الإشاعات القوية التي روجت طيلة نهار أمس بالمنطقة. 5. بعين الحمام أيضا، وحسب بعض الشباب الذين تحدثنا إليهم، كانوا ساخطين على الوضع العام والمشاكل اليومية التي لن لن يكون حلها غدا. 6. بالأربعاء ناث ايراثن لم تختلف الأجواء كثيرا عن عين الحمام، حيث بدى الإقبال جد متواضع، لكنه ظل حسب القائمين على مراكز الاقتراع متقاربا مع النسبة التي سجلها الشارع القبائلي خلال الانتخابات السابقة. وإن كان الإقبال المتواضع على مكاتب الاقتراع بالمنطقة منتظرا، لكن الأهم، وحسب ما صرح لنا بعضهم، أن الاقتراع مر بدون مشاكل في منطقة حساسة سياسيا مثل منطقة القبائل