تحولت حادثة اختفاء الطفلة الصغيرة البريطانية "مادلين" في ظرف 15 يوما إلى قصة حزينة يتابعها مئات الملايين عبر العالم في الوقت الذي انخرط مشاهير العالم في الرياضة والمال والفن في "حملة إنسانية" للبحث عن "مادي" ذات الأربعة أعوام. وتعود وقائع الحادثة إلى الثالث من ماي الماضي عندما اختفت "مادي" فجأة حينما أسلمت نفسها للنوم رفقة أخويها التوأم "سين وآميلي" في الفيلا التي استأجرها والداها في منطقة "برايا دو لوز" الساحلية الساحرة، وهي المنطقة التي يقصدها غالبية البريطانيين لتمضية عطلهم، لكن كل شيئ انقلب إلى حزن وغم عندما عاد والدا مادلين ، جيري وكايت ماكان، إلى الفيلا فلم يجدا "مادي". وفي الأسبوع الأول كان الحدث بريطانيا خالصا، حيث اهتمت الصحافة هناك كثيرا بقصة اختفاء "مادي" لكن سرعان ما تطور الأمر ليصبح قصة صحفية وشأنا سياسيا أوروبيين، فقد تحركت مثلا كبرى شركات النقل في المملكة البريطانية وهي " ناشيونال إكسبريس" وقررت نشر صور للصغيرة "مادي" على مجمل خطوط النقل الأوروبية حيث تتواجد الشركة، ومعروف أن هذه الشركة متواجدة في أكثر من 27 بلدا أوروبيا وتربط على الأقل بين 1000 مدينة أوروبية، ومن جهته تجند المسؤول الأول على تسيير أهم المطارات البريطانية إلى جانب كبريات الشركات البترولية في المملكة لتوزيع صور "مادي" على أمل الوصول إلى مكان تواجدها.. واستغلت السلطات البريطانية إقبال جمهور الرياضة مساء السبت الماضي على مقابلة نهائي كأس الكرة البريطانية بين فريقي تشيلسي ومانشيستر يونايتد، لتعرض بين شوطي المباراة مقطع فيديو دام دقيقتين تظهر فيه صور للصغيرة "مادي"، وقد كان حاضرا في الملعب يومها 90 ألف متفرج بينما تابعها على الشاشة حوالي نصف مليار مشاهد عبر 160 بلدا. وليس هذا فحسب، بل تطوع مشاهير الكرة المستديرة في بريطانيا كدافيد بيكهام وكريستيانو رونالدو لبث نداءات على شاشة التلفزيونات البريطانية بحثا عن "مادي"، وفيما يعتزم والدا "مادي" توسيع حملة البحث عن ابنتيهما لتشمل العالم، عرف الموقع الإلكتروني الذي أنشأته العائلة للصغيرة "مادي" زيارة حوالي 80 مليون زائر، وتبرع رجال الأعمال بمساعدات مالية كالملياردير الإنجليزي ريتشارد برونسون، وساهمت في حملة البحث عن "مادي" كذلك صاحبة قصة "هارب بوتر". ومن المثير أن الحكومة البريطانية قررت بعد أسبوع فقط عن حادثة اختفاء "مادي" تأجيل توقيع عملية ترقوية في أوساط البريطانيين لصالح منطقة "آلغارف" البرتغالية التي تضم منتجع"برايا دو لوز"، في مؤشر على حجم الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد البرتغالي الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة، ولم ينتظر أصحاب الفنادق في "آلغارف" طويلا لينددوا بالحملة الإعلامية التي تبحث عن الصغيرة "مادي" ولكنها تقوم في الوقت نفسه بتنفير السياح من المنطقة. رمضان بلعمري:[email protected]