“عمي صالح نحيهم قاع “.. شعار لخص بقوة رد الجزائريين الذين خرجوا منذ ليلة السبت للتظاهر عبر العديد من ولايات الوطن، بعد ساعات قليلة من تجديد قائد الجيش دعوته لإعلان عدم أهلية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمنصب.. وبصوت واحد وموحد صرخ المحتجون “جيش شعب خاوة خاوة” إشارة إلى حجم الترابط والعلاقة القوية بين الجيش والشعب، وطالبوا بكشف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وتحاول خلق الفوضى وإجهاض الحراك الشعبي بشتى الطرق. شارك المئات من المواطنين صبيحة الأحد، في تجمع بساحة البريد المركزي، وسط العاصمة، تثمينا لخطاب نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أحمد قايد صالح، مرددين بصوت واحد “جيش شعب خاوة خاوة”، رافعين يافطات كتب عليها “الجيش الوطني والشعب يد واحدة ارحلوا ارحلوا”، فيما دوي قسم “الجيش الوطني الشعبي” سماء ساحة البريد المركزي التي دخلت بدورها تاريخ الحراك الشعبي الجزائري من بابه الواسع. وفي حدود الساعة العاشرة والنصف التحق العديد من المتظاهرين بساحة البريد المركزي أو كما أطلق عليها ساحة “الكادحين”، إلا أن اللافت للانتباه في الوقفة الاحتجاجية ولأول مرة هو إطلالة عدد من عناصر الجيش الوطني الشعبي من ثكنة مجاورة لحديقة صوفيا بساحة البريد، يلوحون للمتظاهرين بالأيدي المتماسكة التي تشير إلى الاتحاد، لتصدح حناجر الجماهير هاتفة “الجيش الشعب.. خاوة خاوة”. وكان الفريق أحمد قايد صالح قد جدد، السبت، الدعوة لتطبيق المادة 102 من الدستور لإعفاء الرئيس من منصبه لعدم أهليته للمنصب، كما طالب بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور. وقال قايد صالح، في بيان، أصدرته وزارة الدفاع: “غالبية الشعب الجزائري رحب من خلال المسيرات السلمية، باقتراح الجيش الوطني الشعبي، إلا أن بعض الأطراف ذوي النوايا السيئة تعمل على إعداد مخطط يهدف إلى ضرب مصداقية الجيش والالتفاف على المطالب المشروعة للشعب”. رفعت “الجيش انتاعنا وانديرو راينا” مسيرات حاشدة عبر الولايات تأييدا للجيش نزل المواطنون إلى شوارع عديد الولايات، للتعبير عن تأييدهم للجيش الوطني الشعبي ورئاسة أركانه، في مواجهة “المجموعة الحاكمة”، وثمّن المتظاهرون موقف الجيش الداعي إلى تفعيل المواد 7، 8 و102 من الدستور. وخرج مواطنون صباح الأحد، يتقدمهم شباب الحراك، بمدينة غليزان في مسيرة حاشدة، انطلقت من حي خميستي، وذلك دعما للمؤسسة العسكرية، وهتف المتظاهرون بشعارات التأييد لرئيس اركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. وجابت المسيرة عدة أحياء شعبية ورفعت فيها الأعلام الوطنية ولافتات كتب على بعضها “جيش شعب، خاوة خاوة”، و”كلنا مع قايد صالح”، و”الجيش الوطني الشعبي خط احمر”. كما تفاعل العشرات من مواطني الوادي، مع بيان وزارة الدفاع الوطني الذي أعلن فيه، اكتشاف مخططات للمساس بأمن البلاد واستقرارها. وخرج العشرات من المواطنين أمس، في وقفة للتعبير عن تضامنهم ووقوفهم مع الجيش الوطني الشعبي، وتجمعوا في ساحة الشباب بقلب مدينة الوادي، رافعين شعارات ”الجيش والشعب خاوة خاوة”، ”الجيش انتاعنا ونديرو راينا” و”زمن ضباط فرنسا أصبح من الماضي”، و”الطعن في الجيش هو طعن في الشعب”، وغيرها من الشعارات المرفوعة والتي رددها المتظاهرون. كما خرج مساء السبت وصباح الأحد، آلاف المواطنين بولاية برج بوعريريج للتعبير عن مساندتهم المطلقة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، فيما يتعلق بالقرارات الحاسمة التي اتخذتها فيما يتعلق براهن البلاد. وسار المواطنون في الشوارع الرئيسية بمركز الولاية حاملين شعارات تؤكد إصرارهم، على ضرورة رحيل عائلة الرئيس التي تستغل مرضه لتسيير شؤون البلاد، بما يحلو لها وكذا عبارات تطالب فيها الجيش بضرورة توقيف رؤوس الفساد الذين عبثوا بمصالح البلاد والوطن طيلة عشرين سنة خاصة، حيث هتفوا بالعبارات التالية “يا القايد جيب السعيد” مطالبين بتوقيفه ومحاسبته. وأعلن المواطنون في حديث ل”الشروق” مساندتهم للجيش في القرارات التي اتخذها منذ بداية الحراك الشعبي الذي عبر من خلاله الجزائريون عن رفضهم للعهدة الخامسة واستمرار عائلة الرئيس في تسيير شؤون الحكم في ظل مرضه. ونظم، الأحد، المئات من المواطنين بالمسيلة، مسيرة سلمية، دعما للجيش الوطني الشعبي، انطلقت من ساحة مسجد النصر وصولا إلى القطاع العسكري بوسط المدينة، وكذا أمام المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. المسيرة الشعبية، أكد من خلالها المعنيون وقوفهم ودعمهم لما صدر مؤخرا عن قيادة الجيش، بخصوص تفعيل بعض المواد الدستورية للخروج من هذا المأزق السياسي الذي تعرفه الجزائر، وأن الجيش الوطني الشعبي مع الحراك وليس ضد ما أسماه هؤلاء العصابة المدعومة فرنسيا. وردد المحتجون هتافات وعبارات تؤكد الاعتزاز بهذه المؤسسة مثل “جيش شعب خاوة خاوة”، “الجيش معانا ماشي معاهم”، “لا بدوي لا بن صالح حكم الشعب هو الصالح”، “جيش بلادي يا شجعان احم وطنك من العديان” و”نوفمبرية باديسية لا عصابة باريسية”، وكذا شعار “الجيش جيشنا وهذه الأرض أرضنا”، وغيرها من الهتافات التي دوت في سماء المدينة. كما أدى المحتجون التحية لكافة أفراد هذه المؤسسة التي أكدت وقوفها إلى جانب غالبية الجزائريين. منظمة أبناء الشهداء تدعم مبادرة الجيش عبرت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء عن دعمها مبادرة الجيش الوطني الشعبي المتضمنة تطبيق المواد 7 و8 و102 من الدستور، كمنطلق أساسي لمعالجة الأزمة التي تمر بها البلاد. ووصف بيان لمنظمة أبناء الشهداء تلقت الشروق نسخة منه مبادرة الجيش بأنها وجيهة وهي تثمن عاليا مسعى المؤسسة العسكرية الحريصة على أمن واستقرار البلاد، وضمان انتقال دستوري سلس نحو بناء دولة ديمقراطية شعبية. مشطوبو الجيش: نحن مع قايد صالح قررت التنسيقية الوطنية لمشطوبي الجيش، تنظيم وقفة أمام مقر وزارة الدفاع الوطني هذا الأسبوع، كما صرح ممثل التنسيقية عبد الفاتح زيتر ل”الشروق”، بأن الوقفة هي تثمين ودعم لقرارات الفريق قايد صالح، وكذا رفعا لمعنويات أفراد الجيش الوطني في إطار “جيش شعب خاوة خاوة”، وعلى هذا الأساس يضيف زيتر، “أدعو جميع مشطوبي الجيش إلى الالتحاق بالوقفة التي ستنظم أمام مقر وزارة الدفاع الوطني”. متقاعدو الجيش يساندون موقف القيادة العسكرية أعلن متقاعدو الجيش دعمهم ومساندتهم لقرارات قيادة الجيش الوطني الشعبي، وإرادة الشعب، مشيرين في بيان لهم، الأحد، بأنهم كانوا على يقين بأن الجيش سيكون في مستوى تطلعات وآمال الشعب. وعبروا عن فخرهم بالموقف التاريخي لقيادة الجيش، على كل ما قامت به، وما ستقوم به من إجراءات لحماية الوطن والشعب. وأبرز البيان أن الدعوة إلى تفعيل المادة 102 من الدستور، في ظل احترام المادتين 7و8، وكل الإجراءات التحفظية، دليل قاطع على الإرادة الراسخة لدى المؤسسة العسكرية على احترام الإرادة الشعبية، والنية الصادقة في حماية الوطن والشعب. أبناء المجاهدين يباركون مقترحات الجيش باركت الأحد، المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، القرارات التي أعلن عنها، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، الفريق، أحمد قايد صالح، معتبرة القرار الداعي إلى تطبيق المواد 102 و07 و08 من الدستور، هو بمثابة المخرج الأفضل والأحسن، وتطورا إيجابيا لحل الأزمة، مشيرة إلى أنها استجابت للمطالب الإصلاحية التي رفعها الشعب في المسيرات الست السلمية الحضارية. ودعت المنظمة التي يرأسها خالفة مبارك، الجزائريين لتفهم المسعى والمخرج الحسن لتجنيب الجزائر المحن والصراعات، وتحصينها من كل المحاولات المغرضة. بن فليس: اقتراح قيادة الجيش يستجيب لمطلب شعبي ملح قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، إن اقتراح القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بتفعيل المواد 7 و8 و102 من الدستور لحل الأزمة التي تمر بها الجزائر “يستجيب لمطلب شعبي ملح”. وأكد بن فليس في تصريح مكتوب على إثر البيان الذي أصدرته السبت قيادة الجيش الوطني الشعبي، على أهمية مسعى قيادة الجيش التي “أكدت تمسكها بحل دستوري للأزمة، مقترِحة إطارا دستوريا يتمثل في تفعيل متزامن ومتكامل للمواد 7 و8 و102 من الدستور”، مشيرا إلى أن “هذا المسعى النبيل والوجيه يستجيب لمطلب شعبي ملح، بل يندرج حقا في نفس مسار الدفاع عن الدولة الوطنية وفي نفس اتجاه أهداف الثورة الديمقراطية السلمية”. وثمن بن فليس، مسعى الجيش الذي رسم “خيارا للأزمة الراهنة في الحدود التي يسمح بها النظام الدستوري، في الوقت الذي تسعى فيه القوى غير الدستورية إلى إفشاله”، مضيفا أن “هذا الخيار، رغم كل الصعوبات التي قد يواجهها، يشهد شهادة قطعية على الطابع الجمهوري لقواتنا المسلحة”. وذكر بن فليس أن “استدلال بيان القيادة العليا للجيش بالمادة 28 من الدستور ليس بتاتا مجرد صدفة أو تغطية مناسبتيه”، مشيرا إلى أنه “عندما يصبح استقلال البلاد والسيادة الوطنية مهددين بانهيار حتمي ومعمم للمؤسسات، فإن مهمة حماية الدولة الوطنية تصبح بالنسبة للجميع واجبا مقدسا ومسؤولية وطنية لا مفر منها”. وأكد رئيس حزب طلائع الحريات على “ضرورة أن يكون الدفاع عن الدولة الوطنية المهددة أكثر من أي وقت مضى، هدفا محوريا للثورة الديموقراطية السلمية”، مشددا على “مسؤولية الشعب في الدفاع عن الجمهورية الديمقراطية والعصرية التي يرغب في إعادة تشييدها وإعادة تأسيسها”. جيلالي سفيان يؤكد: بإمكان الجيش التدخل لتوفير الضمانات وليس للحكم اعتبر رئيس حزب “جيل جديد”، جيلالي سفيان، الأحد بالجزائر العاصمة، أن الجيش “بإمكانه أن يتدخل لتسهيل العملية السياسية بمنح الضمانات والآليات اللازمة لتنظيم انتخابات نزيهة وليس للتحكم في السلطة”. وانتقد جيلالي سفيان، خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة المجاهد، أن “الأطراف التي تحاول توجيه الرأي العام لتعيين رجل عسكري على رأس الدولة وإقناع الجميع بأن الخلاص لن يأتي إلا من قائد الجيش”. وتابع أن “الشعب هو من يجب أن يمنح الشرعية لمسؤوليه” وأن “مستقبل الجزائر يجب أن يصنع بالكفاءات” وأنه يتيعن على الأجيال الصاعدة أن “تجد مكانا لها في بناء الوطن”. “جبهة المستقبل”: يجب الوقوف مع المؤسسة العسكرية دعت جبهة المستقبل، الأحد في بيان لها للوقوف مع قيادة الجيش في قرارها وقالت إنه يجب “التطبيق الصارم للمادة 102 من الدستور وللمواد ذات الصلة 7 و8 منه التي ترجع السيادة الوطنية إلى صاحبها الشرعي وهو الشعب الجزائري”. كما دعت إلى “ضرورة الوقوف مع المؤسسات الدستورية في وجه كل المحاولات التي من شأنها المساس بالأمن الوطني، والنظام العام ووحدة التراب الوطني، مطالبة الشعب بالتحلي باليقظة وتفويت الفرصة على كل من يحاول الالتفاف حول مطالب الشعب وضرب الاستقرار ومؤسساته الدستورية.