عاشت أول أمس الخميس مؤسسة سوناطراك بآرزيو بولاية وهران حالة طوارئ قصوى حاصرت من خلالها قوات الأمن المشتركة جميع المنافذ المؤدية إليها إثر العثور على دمية مشبوهة مخضبة بالدماء كانت مرماة أمام أحد مداخل المؤسسة. وقد خلف أمر هذه "الجثة الاصطناعية" ذعرا شديدا في صفوف المواطنين قبل تدخل مصالح الأمن وتأكيد أن الحادثة مجرد خطة جديدة للجماعات الإرهابية لترهيب الأشخاص بعد كشف المُحرّق المختص في تفكيك القنابل أنها لم تكن تحوي مواد متفجرة بداخلها. في سابقة لم تعرفها المدينة البترولية آرزيو ولا ولاية وهران إجمالا، فقد تحول موقع مؤسسة سوناطراك منذ الساعة التاسعة من صبيحة أول أمس ولقرابة 45 دقيقة الى حالة استنفار فرضتها حادثة فريدة من نوعها بالمنطقة لم تسجل حتى خلال العشرية الحمراء، وقد زرعت الرعب داخل المؤسسة البترولية ومحيطها كذلك، حيث كانت أنظار جميع العابرين للمكان مشدودة لترقب حقيقة ما يجري هناك وسط الإنتشار المكثف لأعوان الأمن الذين تدخلوا فور التبليغ عن وجود جثة عثر عليها ملطخة بالدماء. واتضح عند الإقتراب منها والتفرس في ملامحها أنها لم تكن سوى دمية اصطناعية، وقد عمد أشخاص مجهولون إلى حشو لباس رياضي خاص بإنسان بالغ بالعشب حتى بدا في شكل جسم بشري ممتلئ وقاموا بإلصاق رأس دمية عليه من أعلى ورشوا عليها سائلا أحمر اللون، وظهرت هذه "التركيبة" في الأخير وكأن الأمر يتعلق بجثة آدمية مقتولة وملقاة على حافة الطريق بمحاذاة أحد مداخل سوناطراك. المسجل خلال الحادثة أن قضية اكتشاف الدمية لم يكن وحده ليثير كل المخاوف وقد سبق وأن تم اكتشاف جثة بشرية حقيقية لإمرأة منذ أسابيع قليلة بالقرب من سوناطراك وتم فتح تحقيق أمني بخصوصها، لكن التفطن إلى أنها جثة مزعومة تتعلق بدمية عمّق الشبهات باحتوائها على متفجرات وسط تلاحق حلقات مسلسل البلاغات الكاذبة المروجة بوجود قنابل بالأماكن والمؤسسات العمومية، خاصة في المدة الأخيرة بوهران، وقد تم الإستنجاد بالمُحرّق الذي تفقد أمر العروسة المحشوة بالحشيش وأكد أنها غير مقنبلة ولا تستدعي التفجير. وذكر مصدر ل"الشروق اليومي" أن الغرض من فبركة هذه الضجة ليس بالأمر العادي، وأن منفذي العملية لديهم "دوافع إرهابية واضحة قصد ترويع المواطنين وزعزعة الاستقرار الأمني بوسيلة مغايرة في التنفيذ وفي محاولة تأكيد هذه الجماعات عن وجودها لسيناريوهات الترهيب المعتادة على طريقة البلاغات الكاذبة بوجود قنابل ومتفجرات". ويسجل كذلك أن هذه المحاولات الترهيبية بعاصمة الغرب الجزائري عن طريق خطابات القنابل المزعومة تكاد تستهدفت كافة الهياكل العمومية والاستراتيجية بوهران، حيث تعرضت لمثل هذه الإدعاءات مقرات مجلس قضاء وهران، بلدية وهران، القطاع الحضري "ميرامار"، جامعة محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا بإيسطو، أمام مقر إذاعة وهران الأربعاء الفارط فقط كان حي المدينةالجديدة الشعبي والآهل بالسكان ضحية لبلاغ كاذب أيضا استنفر قوات الأمن وأحدث هلعا كبيرا في صفوف السكان والمارة وأخيرا بمحاذاة مؤسسة سوناطراك بآرزيو. وفي مقابل هذه الحوادث التي تحولت إلى ظاهرة تعددت أساليبها في المدة الأخيرة فإن مصالح الأمن تؤكد على كافة المواطنين بضرورة المزيد من الحرص واليقظة وعدم الاستهزاء بشأن أي شيء مشبوه يصادفونه في أي مكان للتبليغ عنه لدى الجهات المختصة، لتقوم بالمهام المنوطة بها لحماية أرواح وممتلكات الجميع. خيرة غانو