اهتزت بلدية عين الكرمة صباح يوم أمس الجمعة، في حدود الساعة العاشرة والربع، على وقع فاجعة جريمة شنعاء بمشتة برجيلات التابعة لبلدية عين الكرمة التي تبعد عن الطارف بحوالي 30 كلم، راح ضحيتها شخصان، أحدهما قارب سن الثمانين والثاني في الثانية والسبعين من العمر. وحسب المعلومات التي أكدتها مصادرنا القريبة من مسرح الجريمة، فإن الشيخ العجوز المدعو غرس كيلان، كان متوجها في وقت الصباح، إلى السوق وسط البلدية أين تعوّد على التبكير بالذهاب إليه، والبقاء هناك إلى غاية صلاة الجمعة، ففاجأه القاتل المتهم وهو من المرضى المعروفين في القرية المسمى “ح. ب” في الثامنة والثلاثين من العمر وهجم عليه بواسطة سلاح أبيض، عبارة عن آلة حديدية تسمى، الحلواش، تشبه المنجل، فطعنه بواسطته طعنة قاتلة على مستوى الرأس وكانت ضربة واحدة، تركته جثة تسبح في دمائها، ثم غادر المكان بشكل عادي، إلى أن صادف في أحد المسالك الداخلية شخصا آخر اسمه بن صغير مصطفى، وهو ابن عمه، فانهال عليه مباشرة بطعنة على الرأس بنفس السلاح وبنفس الطريقة، فسقط قتيلا هو الآخر على الفور، ليلوذ الفاعل بالفرار بعدها ويتوجه إلى الغابة، أين لازال البحث عنه جاريا من طرف أبناء الضحيتين وأقارب العائلتين ومواطنين من المنطقة وحالة من السخط والغضب وحتى الخوف من اقتراف مزيد من القتل تعتصرهم، من هول ما نزل بهم على حين غرّة. مصالح الحماية المدنية قامت بتحويل الجثتين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف ببوحجار، ومنه إلى مشرحة الطب الشرعي بمستشفى القالة بذات الولاية، وبعد علمها بالجريمة سارعت فرقة الدرك الوطني إلى المكانين وفتحت تحقيقا حول ملابسات وظروف الحادثة، التي فجعت في هذه الجمعة الرمضانية سكان البلدية والولاية بشكل عام، وباشرت نشاطها في البحث عن القاتل الذي يعاني حسب مصادر مؤكدة من مشاكل صحية ونفسية ناجمة عن إدمانه على المخدرات والحبوب المهلوسة وهو مسبوق قضائيا ومعروف بميله للعنف والاعتداء على الغير فضلا عن كونه حراقا سابقا قام منذ عامين بهجرة غير شرعية نحو إسبانيا وتنقل ما بين ألمانيا وإسبانيا ولكن السلطات الإسبانية طردته إلى أرض الوطن، فساءت أحواله هنا بمسقط رأسه عين الكرمة أين زادت أوضاعه النفسية تدهورا وقادته إلى معاقرة المخدرات التي أوصلته إلى هذا الحال السيئ.