واضح من الخرجات الإعلامية الكثيرة التي أطل بها الناخب الوطني جمال بلماضي، بأن الصورة النهائية للتشكيلة الأساسية والمجموعة التي ستسافر إلى القاهرة، قد ظهرت معالمها ولو بنسبة تفوق ال90 بالمئة، والتي ستكون مُشكّلة من المحترفين باستثناء لاعب بارادو بوداوي وربما حراس المرمى، وقد يكون أسمر فريق بارادو الوحيد الناجي من الغربال، بعد أن اقتنع جمال بلماضي مثل كل الجزائريين بمحدودية المحليين. فكثيرون ظنوا بأن جمال بلماضي عندما لم يستدع ياسين براهيمي في المباراتين الأخيرتين بأنه وجد ضالته في لاعبين آخرين في مكان نجم بورتو، كما ظنوا بأن المدرب قد وضع إسحاق بلفوضيل ونبيل بن طالب على الهامش، وبأن المحليين سيفوزون بكثير من مقاعد الطائرة المتجهة إلى مصر وأيضا في التشكيلة الأساسية، ولكن بلماضي عاد ليقرّ بأن ياسين براهيمي ليس ضمن التشكيلة فقط، بل وصفه بأحد أعمدة “الخضر” رفقة فيغولي ورياض محرز، ونكاد نسير إلى تشكيلة غوركوف التي كانت تقصف بالسباعية وتقدم العروض القوية، مقارنة بما قدمه المدربون الذين عوّضوا غوركوف، وهو ما يعني أن التشكيلة الأساسية من خلال كلام بلماضي ظهرت ملامحها. ففي حراسة المرمى بدا جمال بلماضي غير مقتنع بحارس آخر غير رايس مبولحي، وهو مطلع على مسار الحارس، الذي يختفي ويُهمّش ويصاب لكنه في الدورات المغلقة مع “الخضر” يكون أساسيا ويؤدي مباريات كبيرة، كما حدث في كأسي العالم في جنوب إفريقيا وفي البرازيل، عندما أنقذ “الخضر” من هزائم مؤكدة وأحيانا ثقيلة كما كان الشأن أمام إنجلترا والولايات المتحدة وألمانيا، أما في خط الدفاع فسيكون على الرواقين يوسف عطال وفوزي غولام، وفي خط وسط الدفاع سيعتمد على عيسى ماندي ورامي بن سبعيني ولن يغامر بالثنائي جمال بلعمري وتاهرات، وفي الاسترجاع سيفاضل كما كان يفعل خاليلوزيتش ما بين سفير تايدر ونبيل بن طالب، ويضع إلى جانبهما إسماعيل بن ناصر، ويضع إلى جانبه الثنائي الذي سماه هو بالعمود الفقري للمنتخب الجزائري، سفيان فيغولي وياسين براهيمي، ويترك على الجناحين آدم وناس ورياض محرز، وكقلب هجوم بغداد بونجاح. وتبقى المشكلة في كون دكة الاحتياط فقدت قوتها مقارنة بحالها في مونديال البرازيل في غياب الثنائي الطائر سعيد بن رحمة وهلال سوداني وأيضا إسلام سليماني، وحتى إسحاق بلفوضيل عندما يُقحم كاحتياطي من النادر أن يقدم المساهمة المطلوبة منه، والاستثناء الوحيد في الموسم الكروي الماضي لا يُقاس عليه عندما تمّ إقحامه في بداية الشوط الثاني أمام بوريسيا دورتموند، حيث كان فريقه متأخرا بثلاثية نظيفة خارج الديار، وتمكن بلفوضيل من المساهمة في الرمونتادا والتعادل بهدفين من قدميه. الكلام الجميل الذي قاله جمال بلماضي عن لاعب بارادو بوداوي ومهاجم نفس الفريق نعيجي، لا يعني أنهما سيشاركان، فاللاعبان تراجع مستواهما في الفترة الأخيرة وبعد أن كان بارادو ينافس على لقب الدوري الجزائري صار مهددا مساء الأحد بتضييع حتى المرتبة الثالثة في حالة تعثره على ميدانه أمام فريق دفاع تاجنانت، كما أن اللاعب نعيجي صام طوال رمضان عن التهديف، وصار بلوغ 20 هدفا صعبا ويتطلب ثورة في مباراة غد الأحد، في الوقت الذي يوجد ضمن المحترفين من يسجل في مرمى الفرق الألمانية والإيطالية، وبالتأكيد لا أحد يتصور دعوة نعيجي وترك إسحاق بلفوضيل أحد نجوم الدوري الألماني. التشكيلة الأساسية ل “الخضر” والمسافرون إلى مصر صارت مفروضة بالمنطق على جمال بلماضي، فقد تم تعيين عيسى ماندي كأحسن ممرر في دوري إسباني يضم ميسي، وتم وضعه في التشكيلة الأساسية السنوية إضافة إلى ميسي ومن دون راموس عمدة دفاع ريال مدريد، كما يتواجد إسحاق بلفوضيل ضمن التشكيلة الأساسية للدوري الألماني، في بوندلسيغا تضم نجوم المعمورة، ويضاف إلى هؤلاء لاعبين فازوا بدوريات وكؤوس بطولات قوية في صورة محرز وفيغولي وبن سبعيني، ولاعبين مطلوبين في أندية كبيرة مثل بن ناصر ووناس وعطال وبراهيمي، ومن الصعب على جمال بلماضي أن يعتمد على لاعبين محليين أو من الذين ينشطون في الدرجة الثانية الفرنسية أو في المملكة العربية السعودية أو تونس، مثل يوسف بلايلي الذي تقول بعض المصادر بأنه سيغيب عن رحلة القاهرة إلا إذا حدث طارئ من خلال إصابة أحد لاعبي الهجوم أو الوسط. ب. ع