تغيّرت طريقة لعب رياض محرز مع المنتخب الوطني، منذ قدوم المدرب جمال بلماضي، الذي فرض منهجيته وروحه القتالية على الجميع، حيث لم يعد هناك أي مكان للمتخاذلين في الفريق، وهو سبب التألق في بطولة الأمم الإفريقية الحالية. وعكس الدورات السابقة التي كثيرا ما يأفل فيها نجوم المنتخب الوطني، ولا يقدمون ما يكون منتظرا منهم، فإن طبعة مصر كانت مغايرة تماما، واكتشف الجمهور الجزائري وجها مغايرا للعديد من اللاعبين، وأولهم رياض محرز، الذي يعاب عليه عدم تقديم كل ما لديه من إمكانيات مع محاربي الصحراء في الدورات الكبيرة. وتفوق محرز، على أبرز نجوم القارة السمراء، أولهم نظيره من المنتخب المصري، محمد صلاح، بطل أوروبا مع نادي ليفربول الانكليزي، والذي فشل في قيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب، حيث أقصي من دور ثمن النهائي، على يد منتخب جنوب إفريقيا. وتعرض صلاح، لانتقادات لاذعة من قبل بعض المحللين والصحافة المصرية، متهمين إياه بالتخاذل وعدم تقديم نفس المستوى الذي يظهر به في الدوري الانكليزي، رغم أن الفرق كبير بين ليفربول وتشكيلة الفراعنة المتواضعة. وكان مشجعو المنتخب المغربي أيضا، ينتظرون تألق منتخبهم في مصر، ولكنه خيّب كل الآمال، رغم الأسماء الثقيلة المتواجدة في تشكيلة المدرب هرفي رونار، على غرار حكيم زياش، لاعب نادي أجاكس امستردام، والذي غادر البطولة من دور ثمن النهائي، بعد تضييعه ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة أمام منتخب البنين، الذي حسم المباراة لصالحه بركلات الترجيح، علما أن زياش، قدم موسما كبيرا مع ناديه، وحقق لقب البطولة الهولندية، وتألق بشكل لافت في رابطة الأبطال الأوروبية، والتي غادرها من المربع الأخير، ولكنه لم يظهر بنفس المستوى في “كان” مصر. وبمغادرة صلاح وزياش، لم يتبق سوى لاعب واحد ينافس محرز، على النجومية في بطولة أمم إفريقيا، ويتعلق الأمر بنجم ليفربول الانكليزي، صاديو ماني، والذي رغم الإصابة يقدم مستويات كبيرة وصنع الفارق في آخر مواجهتين لمنتخب السنغال، أمام كينيا وأوغندا، ولكنه فشل في التسجيل أمام الجزائر ومساعدة فريقه على الفوز، ليس لأنه لم يكن جيدا، بل لأن الخضر كانوا الأفضل على كل المستويات. ولم يكن موسم محرز، في الدوري الانكليزي مع نادي مانتشستر سيتي جيدا، رغم فوزه بكل الألقاب المحلية، حيث لم يتمكن الدولي الجزائري من فرض نفسه ضمن تشكيلة المدرب بيب غوارديولا، وشارك أساسيا في بعض مباريات البطولة، ومواجهات كأس انكلترا والدرع الخيرية فقط، وزاد احتمال مغادرته لبطل انكلترا خلال الصيف الجاري.