يترقب جمهور الكرة الجزائرية ظهور محاربي الصحراء في بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تنطلق على أرض مصر، يوم الجمعة المقبل، وسط آمال باستعادة اللقب القاري الذي لم يتحقق سوى مرة وحيدة في نسخة 1990. ورغم الأزمات التي ضربت المعسكر الجزائري قبل البطولة باستبعاد اللاعب هاريس بلقبلة، لأسباب أخلاقية ،ثم تلويح المعد البدني بالاستقالة، إلا أن الجماهير الجزائرية ما زالت تضع آمالاً كبيرة على عاتق رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، ورفاقه في البطولة. وتتطلع جماهير الجزائر لبصمات مؤثرة من رياض محرز مع الخضر على طريقة ما يقدمه محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، مع منتخب مصر، وأصبح محرز مطالبًا بدور صلاح مع محاربي الصحراء وهو ما ترصده “إرم نيوز” في هذا التقرير. يبحث منتخب الجزائر عن إنجاز غائب على مستوى كأس الأمم الأفريقية منذ 29 عامًا، ولم يستطع الخضر التتويج باللقب القاري في تاريخه سوى مرة وحيدة عام 1990 رغم أن محاربي الصحراء ظهروا في كأس العالم 4 مرات وصعدوا في نسخة 2014 إلى دور الستة عشر وقدموا مستويات جيدة. ويلمع اسم محرز، في تشكيلة منتخب الجزائر، خاصة أنه اللاعب الأكثر نجومية في قائمة الخضر فهو يلعب ضمن صفوف بطل الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي وسبق له تحقيق لقب الدوري من قبل مع ليستر سيتي. واستطاع لاعب مانتشستر سيتي، تقديم مسيرة إيجابية على المستوى الأوروبي، ولكن بصماته لم تكن على القدر المطلوب مع الجزائر خاصة بعد بطولة كأس العالم 2014 فقد انضم خلال التجارب الودية قبل المونديال ولعب وديتين ضد أرمينيا ورومانيا وشارك في لقاء وحيد ببطولة كأس العالم أمام بلجيكا وجلس بديلًا في 3 مباريات أخري بالمونديال. وكان أوج تألق محرز مع الجزائر في تصفيات أمم أفريقيا 2015 بعدما سجل هدفين وصنع 4 أهداف لزملائه ولكن على مستوى البطولة لم تكن بصمة محرز مؤثرة في تلك النسخة وسجل هدفًا في مرمى السنغال وصنع آخر في مباراة كوت ديفوار وودع المنتخب الجزائري من دور الثمانية. وفشل محرز في قيادة الجزائر لبطولة كأس العالم 2018 كما أنه قدم نسخة هزيلة في أمم أفريقيا 2017 رغم تألقه في مباراة زيمبابوي الأولى وتسجيل هدفين ولكنه اختفى بعد ذلك وودع المنتخب الجزائري من الدور الأول. هذا، وتقارن جماهير الجزائر بين دور محمد صلاح مع منتخب مصر وبصمات محرز مع المنتخب الجزائري فتجد الوضع متباينًا بنسبة كبيرة فمحرز خلال 46 مباراة دولية سجل 10 أهداف فقط ولم يكن له دور مؤثر في المناسبات التي ظهر بها من قبل مع الخضر. ويلعب صلاح دور البطولة مع منتخب مصر فقد سجل 39 هدفًا خلال 63 مباراة وكان له دور كبير في تأهل مصر لبطولة كأس العالم بعد غياب 28 عامًا والعودة لأمم أفريقيا والحصول على وصافة النسخة الماضية. بلماضي يحمي لاعبيه من الضغط ومحللي البلاطوهات يتحدث البعض عن الضغوط التي تحاصر محرز، في مشاركاته الدولية خاصة أنه النجم الأبرز في تشكيلة الجزائر وهو ما يعرضه لانتقادات شرسة من جانب محللي القنوات الفضائية. ودافع المدرب الجزائري جمال بلماضي، المدير الفني لمحاربي الصحراء، في مؤتمر صحفي سابق عن محرز في مواجهة انتقادات الاستوديوهات التحليلية، مؤكدًا أنه طالب اللاعبين بعدم متابعة حديث المحللين و”السوشيال ميديا”. وقال أيمن يونس، مهاجم منتخب مصر الأسبق، ل”إرم نيوز”، أن المقارنات بين صلاح ومحرز قائمة بالفعل، لأن الثنائي يمثل ظاهرة عربية جميلة في الملاعب الأوروبية. وأضاف: “قدرة كل لاعب على تحمل الضغوط هي ما يصنع الفارق، أعتقد أن محرز يستطيع السير على نهج صلاح إذا تحلى بالهدوء والتركيز وعدم التفكير خارج الملعب وانتقادات الجماهير وتقديم مستواه الطبيعي”. وتابع: “هذه الحالة تحدث في العالم كله، فليونيل ميسي يتعرض لانتقادات مع منتخب الأرجنتين وأيضًا نيمار مع منتخب البرازيل ويجب أن يتعامل محرز مع هذا الواقع”.