تبحث عائلة جزائرية تقطن بولاية قسنطينة عن طريقة قانونية لرفع دعوى قضائية ضد قناة "الحقيقة" الفضائية متهمة إياها في تأزيم وضع مريضتها التي ساءت أحوالها إلى حد الموت، منذ أن قررت هذه العائلة الإتصال بهاته القناة التي تزعم مداواة مختلف الأمراض المستعصية عبر الأعشاب والرقية الشرعية، عائلة بولحيش التي راهنت على ما تبثه هاته الفضائية الذائعة الصيت. صدقت تلك الإعترافات التي تقدمها القناة التي تظهر يوميا العشرات من الرجال ومن النسوة الذين يتحدثون عن شفائهم من أمراض مستعصية بفضل وصفة الشيخ محمد الهاشمي المكونة من أشياء "سرية" لا يتم الكشف عنها... وحسب هاته العائلة فإن الإتصال عبر الهواتف التي تعلنها القناة دائما على شاشتها لم يوصل إلى أي رد، مما جعلهم يبحثون عن "واسطات" متعددة كلفتهم الكثير من الأموال بالعملة الصعبة كانت تصب "بالأورو" من أحد أقارب العائلة بفرنسا في حسابات الشيخ بأبوظبي. وارتكبت العائلة هفوة كبيرة عندما أوقفت العلاج الكيميائي لمريضتها المصابة بسرطان الثدي والتي تدهورت صحتها بعد أن فشلت كل محاولات العلاج وأدخلت اليأس في نفوس أهل المريضة مما جعلهم يتعلقون بأي "قشة" للنجاة وساروا خلف "سراب" الحقيقة إلى درجة أنهم توقفوا عن المعالجة الكيميائية لتصل معاناة المريضة إلى أقصى درجاتها، وهي في انتظار الأعشاب والوصفة السحرية التي لم تصل أصلا.. وكثيرا ما كان الأهل يضعون هاته المريضة قبالة شاشة التلفزيون لتستمع إلى القراءات القرآنية التي تبث من هاته القناة. شقيق مريضة أخرى من برج بوعريريج أخطرنا بدوره بأنه حاول مرارا الإتصال عبر الهواتف الكثيرة التي تعلنها القناة وعندما فشل إتصل مباشرة عبر رسالة خطية بسفارة الجزائر في سلطنة عمان وكانت مفاجأته الكبيرة هو الإتصال الهاتفي من السفارة من أحد أعضاء السلك الديبلوماسي الجزائري الذي قدم النصيحة لهذا الجزائري ومعلومات عن القناة فضل هذا المواطن عدم كشفها حسب الوعد الذي قطعه على نفسه مع السفارة. وإذا كانت عائلة بولحيش قد باشرت بعض الإجراءات من فرنسا بالخصوص لأجل مقاضاة هاته القناة بتهمة تغليطها والإحتيال عليها الذي أدى إلى وفاة واحدة من الأهل "مريضة بسرطان الثدي" فإن قضية قناة الحقيقة وما تثيره من جدل دخلت أيضا أروقة المحاكم مع متابعين لها من سوريا، حيث تحدث الشاكون عن أموال كثيرة صبوها في حسابات محمد راشد عبد الهاشمي في مصارف سوريا وأبو ظبي بلغت أزيد من 50 ألف ليرة مقابل كمشة من الأعشاب والكتابات القرآنية لم تزد المريض إلا آلاما إضافية. وإذا كانت سوريا قد حركت المجتمع بكل أطيافه من أطباء أكدوا بأن الأعشاب لا يمكنها أبدا قتل الخلايا السرطانية مهما كان نوعها، ورجال دين وعلى رأسهم الشيخ البوطي الذي انتقد هاته القناة واعتبر وصفها للرقية التي تقوم بها بالشرعية ضلال وبهتان.. إذا كان هذا هو الحال في سوريا فإنه في الجزائر مازالت اليتيمة تقدم برامجها المنفرة التي جعلت المتفرجين يلجأون إلى فضائيات أخرى بعضها يدعو إلى الإباحية ويشجع البنات على الهروب من البيت وأخرى تستعمل الدين لأجل بلوغ أهداف مادية تؤدي إلى "تفقير" بعض العائلات وتجهيلها وربما التسبب في قتل بعض أفرادها. ب. عيسى