انتهت فترة الانتقالات الصيفية في الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية، منتصف ليلة الثلاثاء، وكانت مثمرة جدا بالنسبة إلى المدرسة الكروية الجزائرية التي تمكنت من تصدير لاعبين اثنين يضافان إلى قائمة طويلة من اللاعبين المحليين الذين احترفوا في مختلف دوريات “القارة العجوز”، فضلا عن احتراف البعض الآخر في دوريات عربية سواء خلال الصيف الحالي أم في فترات الانتقال السابقة. وتصدر نادي بارادو المشهد كالعادة بعد أن قام بتسويق هدافه وهداف الموسم الكروي الماضي زكرياء نعيجي في الدوري البرتغالي، نهاية بلاعب الوسط هشام بوداوي الذي انضم إلى زميله السابق في الأكاديمية يوسف عطال، ومواطنهما آدم أوناس في نادي نيس الفرنسي، بينما تمكن لاعب وسط فريق اتحاد العاصمة السابق محمد بن خماسة من الاحترافي في نادي مالاغا الناشط في بطولة الدرجة الثانية الإسبانية. وتمكن الدوري الجزائري في “الميركاتو” الصيفي الحالي من تصدير ستة لاعبين إلى أندية أوروبية، وهو رقم لم يسبق تجسيده من قبل، وهم ثلاثي بارادو زكرياء نعيجي الذي انتقل إلى نادي جيل فيسنتي البرتغالي، وهيثم لوصيف المنتقل إلى أونجي الفرنسي، وهشام بوداوي الذي وقع لمدة أربع سنوات مع نادي نيس الفرنسي مقابل 4 ملايين يورو، وهي أغلى صفقة على الإطلاق لانتقال لاعب ناشط في الدوري المحلي إلى أوروبا، إضافة إلى محمد بن خماسة الذي خطف عقدا احترافيا لمدة 3 سنوات في نادي مالاغا الإسباني في آخر أيام “الميركاتو” الصيفي، وقبله اللاعب الشاب لوفاق سطيف عيسى بودشيشة الذي انضم في الأسبوع الماضي إلى نادي بوردو الفرنسي لمدة 4 سنوات، وكذلك لاعب مولودية وهران السابق محمد رضا حلايمية الذي انضم إلى نادي بيرشوت الناشط في بطولة الدرجة الثانية البلجيكية. وبالمقابل، تمكن الظهير الأيمن لنادي بارادو من تحقيق حلمه في الاحتراف الأوروبي بعد أن كان يبدو في البداية أنه ضيع هذه الفرصة بسبب تأخر إعلان احترافي في فرنسا، وأمضى لوصيف في نادي أونجي الفرنسي الذي يلعب له زميله السابق في “الباك” فريد الملالي المتألق مع بداية هذا الموسم، كما يملك النادي، رجل الأعمال ذو الأصول الجزائرية سعيد شعبان. ومن المدرسة الجزائرية أيضا، تمكن أربعة لاعبين من نيل عقود احترافية جديدة وهم: المدافع الأسبق لبارادو رامي بن سبعيني الذي انتقل هذا الصيف من رين الفرنسي إلى بوريسيا مونشنغلادباخ الألماني، وإسلام سليماني الهداف الأسبق لشباب بلوزداد الذي يلعب على شكل إعارة في موناكو الفرنسي من ليستر سيتي الإنجليزي، كما انتقل سوداني المهاجم الأسبق لأولمبي الشلف من نونتينغهام فوريست الإنجليزي إلى أولمبياكوس اليوناني، فضلا عن يسوف بلايلي اللاعب الأسبق لفريقي مولودية وهران واتحاد العاصمة، الذي غادر الترجي التونسي إلى الأهلي السعودي. ووسط كل الصفقات التي عقدها لاعبو الدوري المحلي للاحتراف خارج الجزائر، كان نادي بارادو ولا يزال يتصدّر المشهد على الإطلاق، بعد أن قام بتصدير 8 لاعبين إلى الخارج خلال ثلاث السنوات الماضية، ويتعلق الأمر بكل من بن سبعيني، وعطال، والملالي، وبوداوي، ونعيجي، ورؤوف بن غيث والطيب مزياني، في انتظار لاعبين آخرين، ليجني ثمار سياسة التكوين وخطف العصافير النادرة لتحويلهم إلى خارج الدوري الجزائري، وذلك منذ إطلاق الأكاديمية عام 2007، حيث استفاد النادي من أموال طائلة مقابل تحويل لاعبيه، كما يعد الفريق الأقل ميزانية في البطولة لكونه لا يصرف مبالغ مالية طائلة على رواتب اللاعبين، فضلا عن عدم خضوعه لضغط النتائج بسبب عدم امتلاكه قاعدة جماهيرية، بخلاف باقي أندية البطولة. هجرة جزائرية إلى الدوري التونسي وشهد “الميركاتو” الصيفي الحالي ظاهرة غريبة بالنسبة إلى لاعبي الدوري المحلي، الذين شد العديد منهم الرحال نحو الدوري التونسي، الذي اعتمد قانون اتحاد شمال إفريقيا الذي ينص عل عدم اعتبار لاعبي منطقة شمال إفريقيا كلاعبين أجانب، واستغل الفرصة ليضم 23 لاعبا ما بين محليين ومغتربين، موزعين على ثمانية أندية، وكان الترجي التونسي في الصدارة إذ ضم كلا من إلياس شتي، عبد القادر بدران، رؤوف بن غيث، بلال بن ساحة، الذين انضموا إلى الطيب مزياني، كما ضم الصفاقسي أيضا إسلام بكير من وفاق سطيف، وتعاقد النجم الساحلي مع سليم بوخنشوش، وضم النادي البنزرتي جمال شتال، وانتدب فريق جمعية سليمان اللاعب محمد عطية، واتحاد بن قردان الذي ضم سفيان خليلي، كما ضم الدوري التونسي عدة لاعبين جزائريين هذا الصيف، أبرزهم غير معروفين أو شبان، على غرار ندير قريشي من اتحاد الشاوية ولاعبي منتخب أقل من 20 سنة، مولاي عبد العزيز من جمعية وهران ومزيان أيت زيان من اتحاد البليدة. ومن بين اللاعبين الذين غادروا البطولة الجزائرية للاحتراف في الخارج، عبد الرحمن مزيان اللاعب السابق لاتحاد العاصمة الذي غادر إلى نادي العين الإماراتي، وكذلك حارس وفاق سطيف السابق مصطفى زغبة الذي انضم إلى نادي الوحدة السعودي.