اختار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأكاديمي والدبلوماسي، عبد العزيز جراد، ليكون وزيرا أول، وكلفه بتشكيل أولى حكوماته، ليخلف بذلك الوزير الأول نور الدين بدوي، الذي كان قدم استقالته لتبون يوم أدائه اليمين الدستورية. وشغل جراد مناصب سامية في الدولة، من بينها أمين عام برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال، كما شغل منصب أستاذ بمعهد العلوم السياسية، ومستشارا دبلوماسيا في عهد رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، علي كافي، ومديرا للمدرسة العليا للإدارة، كما يعتبر من إطارات حزب جبهة التحرير الوطني، حيث لم يغادر عضوية لجنته المركزية منذ سنين. وفي أول رد فعل له، تعهد جراد بأنه سيعمل مع فريقه الحكومي على “رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد”، وذلك بعد أن أثنى على الرئيس الجديد للثقة التي منحه إياها، وتعهد جراد بأنه سيعمل من أجل المصلحة العليا للبلاد، وقال: “نحن اليوم أمام تحد كبير من أجل استرجاع الثقة في مجتمعنا”. الوزير الأول الجديد من مواليد 12 فيفري 1954 بخنشلة، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال. متحصل على شهادة الليسانس في عام 1976، ودكتوراه دولة في العلوم السياسية من جامعة باريس في عام 1981، كما يحوز رتبة أستاذ جامعي منذ سنة 1992. ويكون التوازن الجهوي في تولي المسؤوليات، برأي مراقبين، قد لعب لصالح تكليف عبد العزيز جراد، فرئيس الجمهورية ينحدر من الغرب ورئيس الغرفة السفلى للبرلمان ينحدر من الجنوب، ولذلك يكون قد جاء تكليف جراد بقيادة الحكومة باعتباره ينحدر من الجهة الشرقية للوطن. كما أن هناك من يرى في تكليف جراد لقيادة الحكومة المقبلة دلالات سياسية، فالرجل من مواليد ولاية خنشلة، وهي الولاية التي كانت نقطة انطلاق الحراك الشعبي ضد رمز النظام البائد، فهناك مزق المتظاهرون صور الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بينما كان التحضير في أوجه لإطلاق مشروع العهدة الخامسة. وقد شرع الوزير الأول الجديد منذ تكليفه في البحث عن “العصافير النادرة” لتشكيل الحكومة الجديدة، على أمل أن تكون محل قبول لدى الرأي العام، الذي أصبح سقفه مرتفعا، منذ أن نجح الجزائريون في إسقاط الرئيس السابق، في أعقاب حراك أبهر العالم بسلميته. ولم تتضح لحد الآن، طبيعة الحكومة التي سيشرع جراد في تشكيلها، هل هي سياسية أم تكنوقراطية؟ وبينما يحبذ فريق واسع من السياسيين والخبراء والمحللين، خيار الحكومة التكنوقراطية، تتحدث مصادر غير رسمية عن احتمال الذهاب إلى حكومة سياسية. وفي هذا الصدد، تشير بعض المصادر إلى أن رئيس الجمهورية المنتخب، يكون قد اتفق مع اثنين من قادة الأحزاب السياسية، اللذين نافساه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهما عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء، وعبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، على المشاركة في الحكومة المقبلة، بحقيبتين لكل منهما. ويبرر من يدافع عن هذا الخيار بالقول إن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة أفرزت واقعا سياسيا جديدا، يتجاوز ذلك الذي صنعته الانتخابات التشريعية التي جرت قبل أزيد من سنتين، لكن هناك من يرى غير ذلك، لكون العديد من القوى السياسية لم تشارك في الاستحقاق الأخير. أما أصحاب الخيار الآخر والمتمثل في الحكومة التكنوقراطية، فيبقى الأنسب، برأي البعض، لتفادي أي صدام مع الهيئة التشريعية، التي تتشكل من قوى سياسية، حققت مكاسب انتخابية في استحقاقات تبقى مطعونا في شرعيتها، لتلوثها بالمال الفاسد، وفق رأي غالبية الشركاء السياسيين، فضلا عن أن الأحزاب المشكلة لغالبية أعضاء غرفتي البرلمان، مرفوضة من قبل الجزائريين وقد عبروا عن ذلك في الأيام الأولى للحراك، عندما رفعوا لافتات طالبوا من خلالها برحيل كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة الشعبية وتجمع أمل الجزائر “تاج”، الذين يوجد جميع زعماؤهم خلف قضبان سجن الحراش، بسبب اتهامهم في قضايا فساد لا تزال تنتظر الحسم. جراد: سأعمل مع الجميع في هذه المرحلة الصعبة شاهد أول تصريح للوزير الأول الجديد بعد تعيينه من طرف الرئيس #تبون شاهد أول تصريح للوزير الأول الجديد بعد تعيينه من طرف الرئيس #تبون Gepostet von Echorouk News TV am Samstag, 28. Dezember 2019 ومباشرة بعد تعيينه شكر الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد، اليوم السبت، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على الثقة التي منحه إياها. وقال جراد، إنه سيعمل مع كل الإدارات والمواطنين والمواطنات، في هذه المرحلة الصعبة. وأضاف: "أنا متأكد أن البرنامج الذي يحتويه برنامج الرئيس، سيكون في اطار المصلحة العليا". جراد.. “صديق” القضية الفلسطينية والمدافع عن القدس الشريف قال عبد العزيز جراد، بصفته محللا سياسيا، في وقت سابق، إن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب المتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ساهم فيه بالدرجة الأولى تأثير اللوبي الاسرائيلي المحيط بالرئيس الأمريكي والمتمثل أساسا في طاقم العمل ومستشاريه الذين يعارضون عملية السلام في الشرق الاوسط. ووصف جراد في تصريحات إذاعية سابقة، قرار ترامب بالحلقة التي تكمل حلقات الاستراتيجية الأمريكية المنحازة لدول الاحتلال الاسرائيلي منذ الأزل، موضحا بأن الرئيس الأمريكي ينفذ وعوده التي قدمها للاسرائيليين خلال حملته الانتخابية والمتعلقة بتنفيذ قرار الكونغرس المصادق عليه عام 1995 لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة. وأفاد “الخبير”، أن ترامب يحضر للعهدة القادمة بمكافأة الاسرائيليين الذين صوتوا عليه بنسبة 24 بالمئة والحفاظ على ودهم، معتبرا أن ترامب لا يؤمن بالقانون الدولي بدليل ضربه للقرارات الأممية عرض الحائط وتصريحه بأنه ينوي تقديم الحلول الممكنة للفلسطينيين على طريقته الخاصة مع استبعاد حل الدولتين. وتوقع جراد في وقتها، توحيد القوى السياسية الفلسطينية التي ستقف صفا واحدا ضد قرار ترامب وتكثيف العمل الديبلوماسي على المستوى الدولي وتواصل الانتفاضات والمظاهرات المنددة والمناهضة لهذا القرار الجائر. من هو عبد العزيز جراد؟ عبد العزيز جراد من مواليد 12 فبراير 1954 بمدينة خنشلة، متحصل على شهادة ليسانس في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية بالجزائر في سنة 1976 وشهادة دكتوراه في العلوم السياسية بجامعة باريس في سنة1981 . كما أن الوزير الأول الجديد متحصل على رتبة أستاذ جامعي منذ 1992 ودرس في عدة مؤسسات جامعية بالجزائر وفي الخارج بالإضافة إلى إسهامه في تكوين عدة أساتذة وإطارات للدولة. تولى جراد عدة مسؤوليات منها مدير المدرسة الوطنية للإدارة ما بين 1989 و 1992 ومستشار دبلوماسي برئاسة الجمهورية في سنة 1992 وأمين عام لرئاسة الجمهورية (1993-1995) ومدير عام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي (1996-2000) وأمين عام لوزارة الخارجية بين سنة 2001 و 2003 . كما يضم مشواره عدة مؤلفات ومقالات في العلوم السياسية والعلاقات الدولية . أدى عبد العزيز جراد واجب الخدمة الوطنية من 1984 إلى 1986. وهو متزوج و أب لأربعة أطفال.