هو فنان خلوق جدا، أضفى لمسته المميزة على عالم فن الأغنية الرايوية، وأدبها حتى صار بالإمكان الاستماع إليه وسط العائلة، إذ اختار لنفسه طريقا قاده إلى طرق باب العالمية، خاصة أن موسيقاه تخطف الألباب.. أحلامه كبيرة، وهو على أول درجة في سلم النجاح لم ينس التسلح بالعلم والإيمان. بداية نحييك على حسن اختيارك للّحن والكلمات؟ أشكركم على الاستضافة والاهتمام. لماذا هاجرت من الجزائر؟ الهجرة من الجزائر خيار فرض نفسه، والفنان في الجزائر عندما يصل إلى الاحترافية ويكسب جمهوره يكون أمام خيار مفصلي، وهو أن يدق أبواب العالمية أو يبقى في الجزائر. والحمد لله، طموحاتي كبيرة، لهذا، أنا أحاول دفع موسيقاي نحو العالمية. مع كل أسف، في بلادنا لا نملك الآليات اللازمة، التي تسمح لنا بالانطلاق إلى العالمية. فهجرتي كانت لأجل العمل، والجزائر بلادي في القلب، وأحبها وسأعود إليها إن شاء الله محققا حلمي. كيف تقيّم سوق الأغنية الرايوية حاليا؟ هناك بعض الفنانين يحاولون تقديم مستويات جيدة، سواء لاختيار الكلمات، الألحان، أستوديوهات التسجيل وحتى الفيديو كليبات، ويبقى عددهم قليلا جدا. وأنا من بين هؤلاء الحريصين على رفع المستوى ومراعاة الأذن العائلية، ونتمنى أن تتطور الفيديو كليبات لدينا لتقنع المشاهد، سواء هنا أم في الخارج، ويفرح بما يشاهده. وللأسف، هذا قليل جدا في الجزائر، والجمهور حينما لا يجد الجودة يستهلك أي شيء. فعمل الفنان تطوير فنه في المقام الأول، ومع كل أسف، مازلنا بعيدين بعض الشيء. أين تضع نفسك؟ الإنسان لابد من أن يكون واثقا بنفسه، ولو لم أكن أعتبر نفسي من أحسن الفنانين في الجزائر ما كنت لأطور من فني، والحمد لله الأرقام تجسد هذا الشيء، سواء على اليوتيوب أم تعليقات الجمهور. وحتى الحفلات داخل وخارج الوطن والمهرجانات.. أقول إنه بفضل الله ثم جمهوري أضع نفسي في خانة أفضل الفنانين الجزائريين. تتعمد التسويق للسياحة الجزائرية في الفيديو كليبات التي ترافق أغانيك؟ هذا صحيح؟ هدفي ليس الترويج للسياحة وإنما تقديم صورة جميلة للمشاهد تربط بين اللحن والطبيعة. بلادنا جميلة فعلا وعلى الوزارة الوصية الترويج لها. وسبق لي عمل فيديو كليبات من داخل وخارج البلاد، وهدفي الرفع من مستوى الفيديو كليب فقط. هل أثر فنك على حياتك الخاصة؟ الفن جانب من حياتي، والحمد لله، تأثيره كان إيجابيا، فأنا من الأشخاص الذين يتحكمون في حياتهم بالرغم من أن مجال الفن صعب، والفنان يكون شخصية عمومية تحاسب على كلامها، كما يفرض كثرة التنقلات. الحمد لله وفقت في حياتي. الكثير من الفانز يحبون معرفة أشياء عن حياة فنانهم الخاصة؟ لكل فنان خياراته.. فهناك من يفضل تقاسم حياته الشخصية مع الفانز، وهناك فئة تحاول إبعادهم عن حياتهم الشخصية والاكتفاء فقط بالأعمال التي يقدمها وأنا من الفئة الثانية. هل تعمل بمبدإ أن الفنان ملك لجمهوره أم هناك حدود؟ أنا موافق بما نسبته 50 من المائة على هذا المبدإ، فلابد من وجود توازن بين الجمهور وفنانه، وخاصة الاحترام المتبادل، فالحديث عن التملك يقودنا إلى العبودية، ولابد للعلاقة من أن تكون علاقة حب وطاقة إيجابية يقدمها كل طرف للآخر. موقف لن تنساه مع معجب أو معجبة؟ هناك حكاية لامرأة قصدتني لتروي لي حكاية زوجها، الذي تعرض لحادث مرور ودخل الإنعاش وفقد ذاكرته، ولديه طفلة صغيرة اسمها “أميرة”، وأغنيتي “لالة ميرة” ساعدته على استعادة ذاكرته، وجاءتني زوجته وطلبت مني حضور حفل ميلاده وتكون المفاجأة أغنية “لالة ميرة”، فتنقلت إلى البيت.. وكان موقفا مشحونا بالمشاعر الجميلة والدموع للسيد “طارق”، فبها كان له ميلاد آخر. أنتم أعضاء الفرقة سابقا، بينكم منافسة حاليا؟ لا، أعضاء الفرقة اختاروا مجالات أخرى، ليست بيننا منافسة، واليوم أنا أشتغل على موهبتي الفردية. كفنان يعد بالكثير من العطاء، عانيت من التهميش؟ كل فنان في فترة معينة يعاني من التهميش، وفي الجزائر، عشنا الكثير من الحقرة في القطاع، ولكن الإنسان حتى ينجح عليه ألا يركز على التهميش، في كل مرة حاولت التركيز على كل ما هو إيجابي، فالفنان حينما يكون لديه قبول لدى جمهوره، فهي الجائزة الكبرى. وجمهورك هو الذي يرفعك بحبه ومتابعته. كيف ترى غد البلاد في ظل الحراك اليوم؟ لست سياسيا. لكن مبدأ الحراك والمكاسب من ورائه عظيمة جدا، ولابد من أن نحافظ عليها ونستفيد منها ونعيد بناء دولة العدل التي تتقدم إن شاء الله. بمن تأثر شمسو فنيا؟ أنا مزيج من عدة طبوع موسيقية، ومن عدة مطربين، كنت أستمع إليهم مرة واحدة. حدثنا عن مشاريعك المستقبلية؟ أعمل على أغان تمس العالمية أي بلغات أخرى. وبالنسبة إلى الدورات والمهرجانات سأنشر كل شيء مسبقا على صفحتي الرسمية على الفايسبوك والأنستغرام “شمسو فريكلان أوفيسيال”. لو خيرت لعمل ديو مع مغن أو مغنية من الجزائر، من تختار؟ عربيا وعالميا؟ اختياري في الجزائر كان مع “موك صايب”، الذي أحترمه وأحب موسيقاه في أغنية “ميامور”، عربيا ممكن “حاتم عمور”، لأن له نقاطا مشتركة مع موسيقاي، وعالميا القائمة طويلة، أولهم “مارون فايف”، الذي أحب موسيقاه الرائعة دائما. حدثنا قليلا عن حياة الغربة؟ ليست سهلة، فيها إيجابيات بالنسبة إلى العمل، ومن سلبياتها الشوق إلى الأهل والأحباب والمحيط. كيف يعيش الفنان في الخارج؟ الفنان في الغربة حياته تحركها الموسيقى الجديدة، دائما في حركية، هناك مشاريع وتنوع ثقافي، وهذا ما نتمنى رؤيته في الجزائر. هل أنت من مدمني مواقع التواصل الاجتماعي؟ لست مدمنا، بل تبقى المكان الذي ألتقي فيه بجمهوري، وهي وسيلة للعمل، ورغم هذا تأخذ الكثير من الوقت. يمكننا رؤيتك تؤدي طبوعا غنائية أخرى؟ أكيد، عما قريب، لأنني أحب التنويع في أعمالي بطبوع أخرى ولغات أخرى. ما محل الرياضة من قاموسك؟ الرياضة شيء مهم، كنت لاعب كرة قدم، لكن تعرضت لإصابة قبل سنة جعلتني أنقطع، وحتى عودتي ستكون إلى العدو أو “الفيتناس”. هل طلب منك غناء شارات مسلسلات أو أفلام؟ تلقيت طلبات لشارات إشهارات فقط، وإن صادفت العمل الذي يقنعني سأفعل. كلمة إلى محبيك؟ أحب جمهوري، فبفضلهم أنا هنا اليوم، وأعدهم دوما بالجديد والجميل والأفضل، والجديد “حبيبي” ادعموه، والمفاجآت الجميلة قادمة لأنكم جمهور جميل.