رحّب الجزائريون بخبر إعادة الايطالي المصاب بفيروس كورونا إالى بلاده، معتبرين أن بقاءه في الجزائر كان سيشكل خطرا على زملائه في العمل، وعلى جميع سكان المنطقة. والغريب أن الجزائريين استقبلوا خبر وجود كورونا ببلادنا باستهزاء وطرافة، لدرجة تحدثت قنوات اعلامية عن الظاهرة، معتبرة أن كورونا تحول لمادة تنكيت على مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، أما آخرون "فتطرّفوا" جدا. صار الحديث عن كورونا الشغل الشاغل للجزائريين، فالكل يبحث ويُشخص ويعطي الدواء، أما الغالبية القصوى، فاتخذت من منصات التواصل الاجتماعي مادة دسمة للتنكيت حول الفيروس. فيما لجأ آخرون إلى سلوكات أكثر عنفا وتطرفا، لدرجة تم منع مرضى مشتبه في إصابتهم بكورونا من دخول المستشفيات. "كورونا لن يبقى يوما واحدا في بلادنا.. ستطرده باقي الأمراض العضوية والنفسية الموجودة "، "الصين استعدت للمرض ببناء مستشفى في أسبوع والحمد لله نحن سنبني آلاف القبور في 3 أيام"، "سنواجه كورونا بالشيح والحرمل.."، وغيرها كثير من التعليقات الطريفة والمستهزئة بخطورة الفيروس، التي فجرت مواقع التواصل الاجتماعي. النكت والطرافة للقضاء على الفيروس وحسب رأي مواطنين في الموضوع، فقد اعتبروا بأن التنكيت هو مجرد تفريغ لشحنة العواطف السلبية التي اجتاحتهم، عند سماع خبر وصول فيروس خطير لعقر دارهم، أما آخرون فيرون بأن الدافع الرئيسي للتنكيت هو الخوف من المجهول، في ظل عدم مقدرة دول متطورة على محاربة الداء، فكيف بالجزائر. وشكل خبر إعادة الإيطالي المريض الى بلده، مادة دسمة لرواد ال"فايسبوك"، المرحبين بالقرار، الذي وصفوه ب"الحل الأنسب للجميع للوقاية من الفيروس"، ليفاجئهم الأطباء إن ترحيل المهندس الإيطالي المصاب إلى بلده لا تعني انتهاء المشكلة، وحسبهم، يجب إبقاء جميع أفراد القاعدة البترولية تحت العزل طيلة مدة حضانة الفيروس، والتي عادة تستمر أحيانا الى 27 يوما قبل ظهور الأعراض. وأكد الخبراء، أن مسألة انتقال الفيروس أكثر تعقيدا مما يعتقد البعض، ففي مدينة أنيانغ الصينية توفي 5 أفراد من عائلة واحدة بفيروس كورونا، بعد استقبالهم ضيفة من مدينة ووهان لم تمرض مطلقاً. ارتفاع أسعار الكمامات لدى تجار الجملة بنسبة 300 بالمائة..!! واستنكر كثيرون "العنف" الذي لجأ اليه بعض الجزائريين، بسبب الخوف من كورورنا، ففي ولاية ميلة، منع مواطنون سيارة إسعاف تحمل مرضى جزائريين مشتبه في اصابتهم بالفيروس، من الدخول إلى المستشفى، رافضين حسب قولهم "وجود مرضى بكورونا في ولايتهم…!!"، ولم يُحل الإشكال إلا بعد تدخل قوات الأمن لتفرقة المحتجين وحماية المرضى، وأظهرت التحاليل سلامة المرضى من الفيروس. وفي حادثة مؤسفة أخرى، استهزأ بعض الشباب من صيني، كان متواجدا بسوق الحروش وهو مقيم بالمدينة منذ مدة، حيث قاموا بمناداته بكورونا، والسلوك جعل الصيني يبكي، وأكد للحاضرين، انه لم يغادر الجزائر ولم ير أسرته منذ سنة كاملة. من جهة أخرى، لا يزال بعض الصيادلة يشتكون من تصرفات موزعي الأدوية بخصوص الكمامات الطبية، حيث أكد صيدلي، بأنه منذ أيام عرض عليه موزع أدوية شراء الكمامات بسعر لا يتجاوز 15 دج، ليبيعها الصيدلي ب20 دج كأقصى تقدير، وبمجرد الإعلان عن اكتشاف أول حالة بفيروس كورونا، عاود الصيدلي الاتصال بنفس تاجر الجملة، ليفاجئه الأخير، بأن المعادلة انقلبت وقد قفز سعر الكمامات إلى 45 دج، أي بزيادة 300٪، مع إصراره على أن تكون طريقة الدفع "كاش"..!!، ليعلق الصيدلي على الموضوع بالقول "نحن نعيش مع عباد يستغلون أنصاف الفرص، من أجل الربح السريع في عز الأزمات".