لم يتوقع كمال لطيف، رجل الأعمال التونسي، الغامض الذي ساعد بن علي على إنجاز الانقلاب الأبيض ضدّ بورڤيبة أن يجد نفسه في وضع كهذا: متهم بالتآمر على أمن الدولة، ومهدد هو وعائلته من طرف لجان حماية الثورة وعقوبة السجن تنتظره. اتهم كمال اللطيف، وهو رجل أعمال وصديق سابق للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، "مسؤولين" في حزب حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، بمحاولة "الزج به في السجن" بسبب "تأييده" لأحزاب معارضة . وقال كمال اللطيف في مقابلة مع فرانس برس "بعض المسؤولين في حزب النهضة، وحزب المؤتمر (حليفها في الائتلاف الثلاثي الحاكم) يريدون الزج بي في السجن لأسباب سياسية (..) تتعلق أساسا بتأييدي لأحزاب معارضة". وحمّل اللطيف الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، المسؤولية عن أي مكروه قد يلحق به أو بعائلته بعدما حاولت مجموعة أشخاص مداهمة منزله والاعتداء عليه مطلع الشهر الحالي. وقال "أنا وعائلتي في خطر، والحكومة مسؤولة عن أمننا، خاصة بعد حملة تشهير شرسة ضدي عبر وسائل إعلام محسوبة على الإسلاميين". واتهم كمال اللطيف "الرابطة الوطنية لحماية الثورة"، وهي منظمة غير حكومية محسوبة على حركة النهضة بالوقوف وراء محاولة مداهمة منزله والاعتداء عليه. وقال كمال اللطيف إن تهمة "التآمر على أمن الدولة"، التي تم توجيهها إليه "مفبركة" وأن منعه من السفر "اعتباطي ويمثل انتهاكا لحقوق الانسان". واعتبر أنه "ضحية أول محاكمة سياسية في تونس بعد الثورة"، التي أطاحت في 14 جانفي 2011 بنظام بن علي. وقال اللطيف إن "مسؤولين في حزب النهضة يناصبونه العداء" لأنه "يؤيد" أحزابا معارضة ويعمل على "تأسيس جبهة سياسية جمهورية". ويواجه اللطيف اتهامات بتمويل حزب "نداء تونس" الذي يرأسه الباجي قايد السبسي الوزير الأول السابق الذي قاد أول مرحلة انتقالية بعد الإطاحة ببن علي، وتعتبر حركة النهضة أن حزب نداء تونس امتداد لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع، وساعد كمال اللطيف الذي يقول مراقبون إنه يتمتع ولا يزال بنفوذ مالي وسياسي داخل تونس وخارجها، صديقه زين العابدين بن علي على الوصول إلى الحكم سنة1987. وقال اللطيف "قبل العام 1992 كان بن علي يستشيرني قبل تعيين أي مسؤول في الدولة، وقد اتصل بي يوم هروبه من تونس في 14 جانفي، وتدهورت علاقة بن علي مع صديقه سنة 1992 بسبب اعتراضه على زواجه من ليلى الطرابلسي التي تحوّلت عائلتها إلى رمز للفساد في تونس في عهد الرئيس المخلوع. وناصبت ليلى الطرابلسي كمال اللطيف العداء، وكانت، بحسب اللطيف، السبب وراء إصدار محكمة تونسية حكما بسجنه مدة سنة دون نفاذ بتهمة "النيل من الأخلاق الحميدة" و"الادعاء بالباطل".