وجه الدولي السابق محمود قندوز نصيحة للجزائريين قائلا لهم "إلزموا بيوتكم تهزموا فيروس كورونا"، هذا وحمل اللاعب السابق لنصر حسين داي سعدان سبب نكسة الخضر في مونديال المكسيك، وقال إن الذين يطالبون بفتح المساجد في زمن جائحة كورونا "انتحاريون". كيف تقضي يومياتك في هذه الفترة الاستثنائية؟ في ظل هذا الظروف الصعبة التي تمر بها معظم بلدان العالم أصبح الحجر الصحي ضرورة لا بد منه، لكنني أسير على نفس البرنامج الفردي المسطر قبل ظهور جائحة كوفيد 19 وبعد انتشارها، حيث أخرج في الصباح الباكر من منزلي الواقع بالشراقة باتجاه غابة "بوا ديكارت" ببلدية دالي إبراهيم المجاورة للتدرب لمدة ساعة، وبحكم أنني أقطن بالطابق العاشر أتدرب في الحالات الطارئة بداخل المسكن صعودا ونزولا من الطابق الأول إلى العاشر لمدة 10 مرات. وهل أنت وعائلتك ملتزمون بالحجر المنزلي التام؟ أجل ولم تصادفني أية مشكلة مع أفراد عائلتي لأنهم متعودون على هذا النظام مند زمان، أين أقضي وقتي في مشاهدة التلفاز. إذن تابعت لقاءات الخضر في مونديالي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986 على القناتين الأرضية والسادسة؟ أبدا أنا لا أتابع التليفزيونات العمومية منذ 15 سنة، البعض لا يحبون نجوم الثمانينات، وينعتونهم بشتى النعوت القبيحة والسب والشتم، رغم أن هذا الجيل لم يطلب أي شيء والاعتداء عليه يشبه الاعتداء على الشهداء والمجاهدين. العاصمة سجلت بها عدة وفيات ما هو السبب في رأيك؟ نعم إنه لشيء مقلق جدا العاصمة تعبر ثاني المناطق الأكثر أنشارا لهذا الوباء في الجزائر بالرغم من أن المثال أمام الشعب الجزائري وكل يوم يموت 20 مريضا، والآلاف في العالم إلا أنهم لم يأخذوا العبرة وإن استمر الحال على ماهو عليه سيصل عدد الوفيات إلى الآلاف. القادمون من الخارج يتمردون على الحجر الصحي ماذا تقول لهم؟ أقول لهم نحن في وضع استثنائي وأن الدول المتقدمة تخلت على مواطنيها، عكس الجزائر الذي تكبدت عناء إرسال طائرات خاصة وفتح جسر جوى استثنائي لجلب آخر جزائري عالق في الخارج، كما أخذت على عاتقها التكفل برعاياها في تركياوفرنسا وتونس والإمارات وكل دول العالم، وأتعجب منهم لأن العديد منهم رفضوا الإقامة في فنادق من خمسة نجوم وطالبوا بتغييرها مثلما حدث بولاية الطارف وببرج الكيفان ورفض الامتثال لقرار الحجر الصحي بحجة عدم ملائمة الفنادق المخصصة لمستواهم الاجتماعي، وهذا تصرف سلبي يحسب لهم. الجزائر قد تعلق صلاة التراويح في رمضان للحد من انتشار وباء كورونا ماذا تقول؟ ليس الجزائر فقط بل هناك دول مسلمة أخرى سارعت إلى ذلك، بالإضافة إلى دول غربية أعلنت تمديد فترة الحجر الصحي في فرنسا مثلا مدد إلى الحادي عشر ماي المقبل، لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، ونحن أيضا أتوقع أن السلطات العليا في البلاد ستتخذ قرار جديد الأسبوع المقبل لتمديد الحجر الصحي، أمام عن صلاة التراويح وحسب أهل العلم يجوز صلاتها في البيوت خاصة لأصحاب الأعذار، وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه عدة ليال، ثم خاف أن تفرض عليهم فلم يخرج إليهم. هناك من يطالب بفتح المساجد رغم أن الوباء لا يزال منتشرا ماذا تقول لهم؟ الذين يطالبون بفتح المساجد في هذا الوقت الصعب وفي زمن جائحة كورونا هم انتحاريين، وأن الله سبحانه وتعالى يقولوا لنا" وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" فالصين مثلا عزلت يوهان عن باقي المدن بمدة 74 يوما وأمريكا أيضا، وأنا لأول مرة في حياتي أسمع بفتاوى تمنعنها من الصلاة في المساجد بسبب وباء كورونا. الأرقام الجديدة حول كورونا بالجزائر في تراجع نوعا ما في عدد حالات المرضى وتزايد عدد حالات الشفاء.. هل معنى ذلك أن إجراءات الحجر والتوعية أعطت ثمارها؟ أكيد وحسب الإحصائيات الأخيرة لمصالح الأمن أن نسبة استجابة المواطنين لضوابط الحجر الصحي الكلي والجزئي المفروض على عدد من ولايات الوطن بلغ 95 بالمائة، وهو ما يعكس درجة الوعي المجتمعي في محاربة تفشي فيروس كورونا المستجد، وأتوقع أن ذلك سيعطي نتائجه الايجابية في القريب العاجل، وإنشاء الله تعطي ثمارها. ما رأيك في الذين يريدون موسما أبيض؟ رغم أن الجولات الأخيرة للمواسم الأخيرة في الجزائر شهدت استفحال ظاهرة العنف في ملاعبنا إلا أن المسؤولين عن الرياضة في بلادنا لم يوقفوا البطولة، والحمد لله أن وباء كورونا رغم أنه شر لكنه ساهم في عدم سقوط ضحايا جدد في ملاعبنا، وعدم تفشي الرشوة جراء بيع وشراء المقابلات. قيل الكثير عن نكسة الخضر في مونديال مكسيكو أليس كذلك؟ حقيقة حدث مؤلم وكنت أول من حذر الناخب الوطني السابق رابح سعدان سنة قبل المونديال حيث كنا نتخبط في مشاكل عديدة وكان له أن ينسحب من العارضة الفنية لكن سعدان كان يبحث عن إثراء سيرته الذاتية بغض النظر عن نتائج الفريق الوطني. كيف ذلك؟ سعدان ليس هو من أعد قائمة اللاعبين المشاركين في مونديال المكسيك 1986 بل أعدها رجل سياسي له باع كبير، جرد سعدان من صلاحياته وأنا حذرته وقلت له هل أنت موافق على ذلك، فقال لي: وماذا أفعل، بالإضافة إلى ذلك أن اللاعبين الذين لم يشاركوا في التصفيات كانت أسماؤهم تفرض عليه بقوة، في حين تم استبعاد الذين كانوا يستحقون التواجد كالقائد علي فرقاني وغيرهم، حيث اتفقنا في الأول أن الفريق الوطني الثاني هو الذي يشارك في كأس أمم إفريقيا بمصر 1986، والفريق الأول تكون له أولوية المشاركة في مونديال المكسيك ولكن وبعد إجراء قرعة نهائيات كان 86 أرقعتنا القرعة مع المغرب ففرضت على سعدان ذات الأطراف باللعب بالفريق الأول لكي نهزم أسود الأطلس، ولكن اللقاء انتهى بالتعادل السلبي وخروج الفريق الوطني من الدور الأول بتعادلين وخسارة على يد الكاميرون وبعد عودتنا إلى الجزائر بدأت الانتقادات تتهاطل علينا. ما هي الجهات التي انتقدمكم ولماذا؟ طبعا كل الصحف والمجلات الرياضية أنداك تعجبت من السقوط المدوي لمحاربي الصحراء الذين كان معول عليهم أن يؤكدوا مشاركتهم المشرفة في مونديال إسبانيا 1982 ولكن حدث العكس. وماذا حدث قبل تنقلكم إلى المكسيك؟ حقيقة هناك من كان يتمنى إخفاقنا في كأس أمم إفريقيا بمصر 86 لكي يطبق ما كان يخطط له، حيث تم شطب بعض الأسماء منها فرقاني وبويش ومرزقان وياحي، وكنت أنتظر استقالة سعدان لنقف نحن اللاعبون إلى جانبه لكنه فضل المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة، حتى أنا كان سعدان يريد شطب اسمي من المشاركين في مونديال المكسيك لكنه لم يجرؤ على ذلك. معنى ذلك أنه كان خائفا منك لماذا؟ أجل لأنني كنت أعلم ستواجهه مشاكل في التسيير إذا استغنى علي لأنه لا يستطيع السيطرة على المجموعة، والدليل على ذلك لما رفضت الذهاب مع الفريق الوطني إلى المكسيك لإجراء تربص هناك حدثت مشاكل. نفهم من كلامك أن الجو كان مكهربا أليس كذلك؟ بالطيع وسعدان دفع الثمن غاليا وكما يقولون "العام أيبان من خريفو" حيث خسروا اللقاءات الثلاثة الودية كلها بسبب الفوضى السائدة ولما عاد سعدان كلمني في الهاتف وطلب مني الحضور بسرعة إلى 5 جويلية لأمر مهم، حيث تنقلت في حدود منتصف الليل وبعد وصولي طلب مني الجلوس ومباشرة أعتذر لي وقال لي أن غيابك أتضح أين تركت فراغا كبيرا، وقلت له أنك أنت السبب الأول والأخير لأنك أنت قائد السفينة ويجب أن تفرض نفسك. وكيف تقيم مشاركتكم في مونديال المكسيك 1986؟ أعتبرها أسوأ مشاركة لأننا كنا نملك جيلا ذهبيا من نجوم الكرة الجزائرية وكنا قادرون بالذهاب به بعيدا لكننا خرجنا من الباب الضيق وأحمل سعدان المسؤولية الكاملة، وفي الأخير أقول للجزائريين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كونوا أحلاس بيوتكم تهزموا فيروس كورونا.