"الشيخ الغزالي قال لنا يجوز أن تفطروا لأنكم في حرب" عاد نصر الدين دريد، الحارس الدولي السابق لسنوات الثمانينات، لبعض ذكرياته مع المنتخب الوطني وشهر رمضان بالتحديد، خاصة في مونديال 1986 الذي كان فيه متألقا، حيث تحدث الرجل عن المشاكل التي عاشها المنتخب في تلك الحقبة والتي أثرت عليهم بشكل كبير، وصولا لمغامرته مع الرجاء البيضاوي ورفضه لعب نهائي رابطة الأبطال ضد مولودية وهران. كما تابع الحارس حديثه عن الفريق المغربي الذي انتدب له المدرب الوطني السابق رابح سعدان.
في البداية كيف يقضي نصر الدين دريد يومياته في الشهر الفضيل؟ بالنسبة لي شهر رمضان كسائر الأشهر الأخرى، لكني أكثر بشكل كبير التعبد لله من خلال التوجه للمسجد في الصلوات الخمسة التي أواضب عليها كما أني لا أنام كثيرا في هذا الشهر بل على العكس من ذلك.
وهل أنت من النوع الذي يؤثر فيه هذا الشهر بشكل كبير؟ لا على العكس من ذلك، فشهر رمضان يمنحني الطمأنينة النفسية ولا أتأثر به، بل على العكس من ذلك أكون هادئا جدا والمقربين مني يمكنهم التأكيد على هذا الأمر.
حدثنا عن كأس العالم 1986 الذي جرى في شهر رمضان على ما أذكر، أليس كذلك؟ صحيح قضينا حوالي 19 يوما كاملا في المكسيك ونحن في الشهر الفضيل كما أن التحضيرات كما أذكر أيضا كانت في شهر رمضان.
صراحة هل كنتم صائمين في هذا الشهر الفضيل؟ لا لم نصم في هذا الشهر الفضيل، خاصة وأننا كنا في مهمة لتمثيل الألوان الجزائرية كما أن درجة الحرارة كانت كبيرة في المكسيك والمباريات تلعب في منتصف النهار.
هل إفطاركم في شهر رمضان كان بأوامر من العارضة الفنية أو الاتحادية؟ الاتحادية قبل أن نشد الرحال للمكسيك، جلبت لنا مفتيا أفتى لنا بجواز الإفطار في الشهر الفضيل. كما أننا قبل مغادرة الجزائر التقينا في المطار بالشيخ الغزالي رحمة الله عليه، وسألته عن الأمر وقال لنا نحن في حالة حرب وعلينا أن نفطر، وهو ما أثلج صدرنا كثيرا.
وكيف كانت يومياتكم في الشهر الفضيل في المكسيك؟ يومياتنا كانت عادية جدا في الشهر العظيم وكانت مقسمة بين العمل الجاد والتحضيرات للمباريات الرسمية وكانت لدي عادة في كأس العالم سنة 1986 وهو المصحف الذي لم يكن يفارقني في الغرفة وكنت أقرأ منه كثيرا.
نتحدث الآن عن كأس العالم 1986 ماذا حصل لكم في المباراة الأخيرة أمام إسبانيا والجميع يتساءل عن سبب الخسارة الثقيلة بثلاثة أهداف دون رد؟ صحيح البداية في كأس العالم كانت جيدة نوعا ما رغم الخسارة أمام البرازيل بهدف يتيم، لكن الجميع يتذكر جيدا ما حصل قبل المونديال بسبب المنح وتغيير رئيس الاتحادية وزادت الأمور عن حدها في المباراة الثالثة بسبب التدخلات المباشرة من الطاقم الفني لتغيير لاعبين ومشاكل تنظيمية أخرى.
وهل حل المشكل المالي؟ لا الجامعة العربية منحت لكل المنتخبات العربية المشاركة مبلغ 10 آلاف دولار، لكن المبلغ لم يصلنا وقيل لنا أن وزارة الشبيبة والرياضة أخدته.
وماذا عن سبب رفضك مواجهة مولودية وهران مع ناديك الرجاء البيضاء في نهائي رابطة أبطال إفريقيا؟ لم ألعب لسبب بسيط أن مولودية وهران لديه مكانة خاصة في قلبي وطلبت من المدرب في تلك الحقبة رابح سعدان والمشرفين وقد قبلوا بالأمر.
ما حقيقة أنك جلبت رابح سعدان للرجاء البيضاوي ؟ صحيح كنت وراء جلب رابح سعدان للرجاء البيضاوي وكنت فخورا جدا بهذا الأمر.