استلمت الجزائر هدا الاسبوع أول شحنة أرسلتها المبادرة الوطنية للجالية الجزائرية بالخارج، مقدرة ب10 الاف اختبار كاشف عن فيروس كورونا، اقتنتها المبادرة من الصين من أموال تبرعات المغتربين الجزائريين. في لقاء مع أحد الأعضاء المؤسسين للمبادرة ورئيس جمعية الصداقة الرائدة في الاعمال الخيرية بالجزائر، الدكتور حسام كريب، هو طبيب مختص في أمراض الشيخوخة بمستشفى ليون الفرنسية، نتعرف على أهمية الجمعيات والمجتمع المدني في نجاح المبادرة مند انطلاق اولى حملتها التضامنية . كنت من بين الكفاءات المشكلة للنواة الأولى في اطلاق المبادرة الوطنية للجالية بالمهجر، كيف تولدت لديك هده الفكرة؟ في بداية انتشار وباء كورونا بالجزائر قمت بالاتصال بمجموعة من الكفاءات الجزائرية بالخارج وهم تحديدا السيدة بن تركي فتيحة على رأس جمعية الأمومة والطفولة في بلجيكا وصادق الامين وهو مختص في المعلوماتية من بريطانيا، والاعلامي علي مكاوي من جنيف، وطرحت عليهم فكرة اطلاق مبادرة وطنية لجاليتنا بالمهجر من أجل جمع التبرعات واقتناء ثم إرسال المعدات الطبية في مواجهة جائحة كورونا، وتلقيت كل التجاوب منهم وارتأينا أن تكون مبادرتنا جامعة لكل الجمعيات والاشخاص المتطوعين والخيريين للعمل على إنجاحها. كيف تدعم انت وباقي الأعضاء المبادرة الوطنية للجالية من أجل الجزائر؟ كنت قبل إطلاق المبادرة في تواصل دائم مع أطباء في الجزائر من أجل تبادل الخبرات في التعامل مع الفيروس المستجد كورونا وأنا على اطلاع دائم ومتواصل بمتطلبات الأطباء وحاجيات المستشفيات في الجزائر. أما باقي الأعضاء في المبادرة فهم ناشطون جدا في مجال العمل الخيري، ونشكل مع بعض خلية متعاونة من أجل دعم الحملة التضامنية وكل عضو من المؤسسين يضيف الى المبادرة دفعا قويا في مجال تخصصه خاصة أنهم مجموعة من الكفاءات الجزائرية ذات الخبرة العالمية. كيف تقيمون المبادرة بعد انطلاقها ووصول أول شحنة من الكواشف السريعة عن الفيروس الى الجزائر؟ الانطلاقة كانت ايجابية جدا، وقمنا بإرسال شحنة مكونة من 10 الاف كاشف سريع عن فيروس كورونا متواجدة حاليا في الصيدلية المركزية في انتظار توزيعها حسب الحاجة والضرورة، المبادرة تسير بخطى سريعة وجبارة لأننا لم ننطلق من الصفر، بل لدينا دراية وإطلاع مسبق عن حاجيات المؤسسات الصحية بالجزائر ووضع المستشفيات، وسبق أن أجرينا 4500 تدخل جراحي نوعي في أكثر من 38 تخصص عبر 33 ولاية جزائرية. كيف تتم عملية رصد احتياجات الأطباء ومستشفيات الجزائر في مكافحة انتشار وباء كورونا؟ نحن في اتصال دائم مع الأطباء الجزائريين لنقل خبرات مجابهة الوباء الى الجزائر، وأنا متخصص بوحدة خاصة بمواجهة الفيروس عند كبار السن في مستشفى ليون، كل هذه المعطيات جعلتنا ننطلق مباشرة في الترويج للمبادرة، عن طريق الاتصال برجال أعمال أبدوا مباشرة استعدادهم للمساهمة عن طريق تبرعات اعطت نجاحا ودفعا قويا للمبادرة في بدايتها. ما هي أنواع المعدات الطبية الاكثر طلبا في مستشفيات الجزائر لمجابهة وباء كورونا ؟ الطبيب الجزائري يحتاج الى معدات الحماية أولا، من كمامات وألبسة واقية، وأركز على ضرورة حماية السلك الطبي لأنهم يتواجدون في خط الدفاع الاول والصفوف الامامية في مواجهة الخطر، وإصابة أي طبيب أو ممرض سينقل العدوى للأشخاص العاملين بالقطاع الصحي وللمواطنين والمرضى. كما تحتاج مستشفيات الجزائر الى أجهزة التنفس الاصطناعي والى أجهزة التشخيص التقليدي مع الادوية المساعدة على شفاء المصابين . توجد عدة انواع من الكمامات بالأسواق وفي ورشات الخياطة بالجزائر، اي نوع من الكمامات ترونها الانسب للشراء من أموال التبرعات؟ نركز في حملتنا التضامنية على شراء الكمامات من نوع AFP2، وهو النوع المعترف به من قبل منظمة الصحة العالمية، نقوم بإرسال الطلبيات الى عديد الدول مثل بلجيكاوالصين ثم نتأكد من جودتها ونقوم بشرائها وشحنها الى الجزائر عبر الطائرات. هل تتوفر لديكم كل التسهيلات القانونية والمادية من أجل ايصال المساعدات الى مستشفيات الجزائر بدون عراقيل؟ نحن لبينا نداء الجزائر في حاجتها للمعدات الطبية، ونعتمد على السند القانوني لجمعية الصداقة الطبية في حقوق نقل المعدات الى الجزائر كما تلقينا كل التسهيلات من السلطات الجزائرية بخصوص الشحن عبر طائرات الخطوط الجوية الجزائرية المدنية منها أو العسكرية. ما هو هدف المبادرة والى أي مدى سيتحقق الهدف؟ هدفنا الرئيسي في مبادرة "من أجل الجزائر " هو توفير المعدات والخبرات الطبية وارسالها الى الاطباء والمستشفيات بأرض الوطن في حربنا ضد وباء كورونا كما نهدف الى نقل الخبرات الى في مجال تجربتنا في مجابهة الوباء الى اطباء الجزائر للتسهيل من اداء مهامهم وحتى يستطيعون حماية أنفسهم وإنقاذ المرضى. كلمة أخيرة توجهها الى كل الجزائريين بالخارج والداخل؟ لكل أبناء وطني أقول لهم إن أحسن وسيلة في القضاء على الوباء هي اتخاذ سبل الوقاية وفي مقدمتها اتباع الحجر الصحي والمنزلي، وأقول لكل فرد بأن "سلامتك تكون في سلامة غيرك." وأؤكد لهم أن الفيروس خطير جدا ويصيب حتى الأصحاء والرياضيين، ونحن لا نريد أن تصبح الجزائر مثل ايطاليا وفرنسا من حيث عدد الاصابات. لذلك أوجه ندائي لكل الجمعيات ورجال الأعمال والمهاجرين الى وضع اليد في اليد والتضامن "من أجل الجزائر".