أكّد طارق جعبوب المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات في حوار مع "الشروق" اتخاذ هذه الأخيرة تدابير وإجراءات استعجالية بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد جراء وباء كورونا، مكنت من مواجهة الأزمة الصحية منذ بدايتها وتزويد مختلف مستشفيات الوطن والمهنيين بالأدوية والمستلزمات الطبية التي تحتاج إليها لحماية أنفسهم وإنقاذ حياة المرضى. وأفاد جعبوب طارق أن الصيدلية المركزية للمستشفيات قامت منذ ظهور الوباء في بلادنا بإنشاء خلية أزمة لمتابعة التموين ووسائل الحماية والأدوية المتوفرة، حيث وزعت الأدوية ومستلزمات الحماية من كمامات وألبسة واقية وقفازات ومطهرات على المؤسسات الصحية الخاصة والعامة وذلك بالاعتماد على المخزون الاستراتيجي للصيدلية والذي تدعم لاحقا بمختلف الكميات التي تم اقتناؤها أو الحصول عليها من تبرعات المتعاملين الصيدلانيين. المخزون الاستراتيجي للصيدلية مكّن من مواجهة الأزمة في بداياتها وقال جعبوب "كان لدينا مخزون استراتيجي من الكمامات والمستلزمات وهو ما مكننا من مواجهة الأزمة في بداياتها، كما أن هناك 4 منتجين في الجزائر في مجال الكمامات بالإضافة إلى الكميات المستوردة لمجابهة المستجدات وبعد الارتفاع الخيالي لأسعار الكمامات وتحقيق اكتفاء المستشفيات بدأت الصيدلية منذ نحو أسبوعين في بيع الكمامات لموزعي الجملة المتعاملين مع الصيدليات لتوفيرها للمواطن بأسعار معقولة تخلت فيها الصيدلية عن هامش ربحها". واستطرد المتحدث "مهمتنا الأساسية هي تموين المستشفيات مثلما تدل عليه تسميتها، لكن بما أننا في ظروف استثنائية قمنا بناء على تعليمات من الوزارة الوصية بالبيع للصيدليات من خلال موزعين في المجال الصيدلاني عبر كافة التراب الوطني، كما قمنا باقتناء أكثر من 100 مليون كمامة". وأضاف جعبوب أن الصيدلية المركزية ومن خلال ملحقاتها الجهوية الخمس في ولايات وهران وعنابة وبشار وبسكرة والجزائر تمول وتؤمن طلبيات مختلف الولايات والمؤسسات الصحية، فهي تتلقى الطلبات بشكل دوري وتعمل 7/7 أيام و24/ 24 دون الحصول على يوم عطلة بالنظر إلى الظرف الاستثنائي الذي يتطلب اليقظة والاستمرارية في الخدمة. وبخصوص احتجاجات بعض الأطباء والمهنيين بشأن نقص مستلزمات الحماية والوقاية على غرار ما حدث في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، رد المسؤول الأول عن الصيدلية المركزية للمستشفيات أن الأمر ليس من صلاحيات مؤسسته التي ينتهي دورها عند حدود تأمين الطلبيات وتقديمها لمستحقيها وقال في هذا الشأن "لا يمكننا التدخل في تسيير التموين ولا يمكنني أبدا التعليق على ما يحدث في عملية التوزيع كل مستشفى يحدد احتياجاته ونتكفل بتوفيرها أما التسيير فهو من اختصاص المؤسسات الصحية". "الكلوروكين" يكفي لنحو مليون مصاب وبخصوص أكثر المناطق والولايات طلبا للمستلزمات والأدوية أوضح جعبوب طارق أن في بداية الأزمة بداية كانت ولاية البليدةالجزائر يتصدران القائمة قم مع امتداد الوضع لبقية الولايات أضيفت ولايات تيزي وزو وبجاية ووهران وقسنطينة، بمعنى كلما سجلت إصابات أكثر في بعض الولايات يزيد الطلب. وطمأن المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات طارق جعبوب الجزائريين والأطباء بتوفر الجزائر على كميات أكثر من كافية بخصوص دواء كلوروكين، فأغلب الكميات الموجودة في المخزون الاستراتيجي محلية الصنع بالإضافة إلى كميات أخرى استقدمت في إطار الاستيراد. ويقدر حجم المخزون الحالي من مادة "ايدروكسين كلوروكين" بنحو مليون علبة تكفي لمليون مريض بكورونا لا قدر الله، وهو ما يعني أننا إلى غاية الآن قادرون على تأمين كافة الاحتياجات موضحا بأن الوتيرة الحالية لانتشار الفيروس في الجزائر بحسب المختصين مستقرة نوعا ما. وعزّزت الجزائر، بحسب المتحدث، من طاقتها الإنتاجية لمادة الكلوروكين من خلال المصنع الخاص المتواجد بالأخضرية، خاصة مع استيراد حصة معتبرة من المادة الأولية من الهند. وتحصلت الجزائر على حصتها من هذه المادة الأولية، يقول طارق جعبوب، في إطار عمل دبلوماسي في أعلى هرم السلطة بعد توقيف الهند تصدير هذه المادة الأولية ومواد أخرى، ما مكن الجزائر من الحصول على طلبيتها في الآجال المحددة رغم توقيف التصدير نحو عديد دول العالم. وبالنسبة للمضادات الحيوية المدمجة في البروتوكول العلاجي الموصى به من قبل وزارة الصحة لفائدة المصابين بكورونا، أوضح جعبوب أنها تنتج كاملة في الجزائر من قبل بعض المتعاملين الصيدلانيين، خاصة "أزيثروميسين" وهو ما أمّن كافة الاحتياجات من خلال تبرعاتهم المتتالية للصيدلية التي أغنت هذه الأخيرة عن اللجوء لعملية الشراء في الوقت الحالي نظرا للكميات الكافية. حجم التبرعات فاق كل التوقعات.. وعبّر مدير الصيدلية المركزية للمستشفيات عن دهشته وتفاجئه بحجم التبرعات التي تقدم بها متعاملون اقتصاديون وصيدلانيون وحتى مؤسسات عمومية وخاصة من خلال الهبة التضامنية التي فاقت حدود التوقعات، حيث قال "تلقينا في إطار تعليمة الوزير الأول بتوجيه كافة الإعانات للصيدلية المركزية تبرعات مختلفة ومتنوعة من المخابر الصيدلانية واقتصاديين ومن دولة الصين.. وتنوعت المساعدات بين أسرّة طبية و3 سيارات إسعاف "قيمة الواحدة منها تناهز مليار سنتيم" أجهزة تنفس اصطناعية وأجهزة التحاليل الطبية وكواشف فحوص اختبار كورونا حولت إلى معهد باستور حتى أن بعضهم تقدم بمساعدات خارج الإطار الطبي تم تحويلها إلى المستشفيات مثل المياه المعدنية ومنتجات تنظيف وتطهير. وفي الأخير أكد المتحدث أنّ الصيدلية المركزية سايرت الرقمنة قبل أزمة كورونا وهنا نعود إلى شهادة "إيزو" الدولية التي تحصلت عليها، ما يؤكد أنها تتوفر على كافة المقاييس العالمية في التسيير، ويمكّن النظام الرقمي للصيدلية من الوقوف على حجم المخزون ومختلف العمليات التي تقوم بها المركزية والفروع الجهوية، كما أنها كانت سباقة للتسيير والتواصل عن بعد مع مختلف الفاعلين معها وشركائها وموظفيها".