تعالت في الآونة الأخيرة أصوات عدد كبير من الفنانين المنددة بما سموه التماطل المفضوح في تسديد منحة وزارة الثقافة، التي تعهدت بضخها، لكل من يحمل بطاقة فنان، ومسجل في قائمة ديوان حقوق المؤلف، خاصة أن أوضاع عدد كبير منهم جد حرجة بفعل الأزمة الصحية التي ضربت الجزائر على غرار باقي بلدان العالم، وجمَدت كل النشاطات الفنية والثقافية، وطرحت في المقابل مئات من حالات الإفلاس. كان الجميع ينتظر أن تضخ المنحة عشية شهر رمضان، لمساعدة الفنانين الذين لغالبيتهم عائلات يعيلونها، مما أدخلهم في دوامة من المشاكل والهموم الثقيلة، وخلال اتصال الشروق بعدد من الممثلين الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم خشية التعرض للمضايقات، أجمعوا أن منحة كورونا كما سماها البعض، كان ينبغي أن تضخ في وقت قياسي من أجل الاستفادة منها، فلا يعقل أن يظل الفنانون ينتظرون رغم حاجة الكثير إليها، كما أن كرامة الفنان في الكثير من المرات تجعله يعزف عن مد يده أو تسجيل مقطع فيديو لطلب العون، وفي نفس الوقت قد يراهم الكثير من الجمعيات في مراتب الأثرياء والأغنياء، فلا يدرجون أسماءهم مع قائمة المستفيدين من قفف رمضان. وقد طالب المحتجون الوزيرة بن دودة بضرورة تعجيل الإجراءات من أجل الإفراج عن هاته المنحة التي يحتاج لها الفنان في عز شهر الصوم . بالمقابل، أكد المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف، من خلال بيان تلقت الشروق نسخة منه، أن سبب تأخر ضخ المنحة راجع بالأساس إلى عملية الإحصاء والتمحيص في القائمة التي وصلتها، حتى لا يتم تهميش فنان أو إقصاؤه بطريقة أو بأخرى، حيث تم إلى حد الساعة إحصاء 5517 مسجل، وقد تم تسديد المنحة لصالح 319 عضو مستفيد يوم 28 أفريل الماضي، لتليها عملية أخرى مست 781 عضو مستفيد على أن تتواصل العملية في الأيام المقبلة، لتوزيع المنحة على باقي المسجَلين.