ذكرت عائلات تقيم في ولاية وهران للشروق أن أبناءها تمكنوا نهاية الأسبوع الماضي من عبور البحر والوصول إلى الساحل الاسباني ومن ثم الدخول إلى البلد الذي تحول إلى حلم بالنسبة لكثير من الشباب الجزائريين في السنوات الأخيرة، وأكدت هذه العائلات التي رفضت ذكر أسمائها أو أسماء أبنائها خوفا من المتابعة الأمنية والقضائية أنها علمت بنجاح مغامرة الحراقة من خلال اتصال بعضهم هاتفيا بها، وهو الأمر الذي يعكس خللا في الإجراءات الأمنية سواء في اسبانيا أو الجزائر ويثبت مرة أخرى أن أعداد الناجحين في العبور أصبح كبيرا بالمقارنة مع الموقوفين أو أولئك الذين يلقون حتفهم أو يتم فقدانهم في عرض البحر، مما يبرّر حسب مراقبين رغبة الشباب البائس الفاقد لمناصب عمل أو حتى أبناء العائلات ميسورة الحال أيضا في تجريب حظهم. وحسب ذات المصادر التي اتصلت بالشروق يوم أمس، فان مجموعة تتألف من حوالي عشرة حراقة أو أكثر تمكنت من العبور بحرا نهاية الأسبوع الماضي على متن زورق مطاطي وعقب الوصول إلى الساحل الاسباني، كان عليهم السير مشيا على الأقدام مسافة كبيرة تصل إلى عشرات الكيلومترات، وذلك في جماعات متفرقة مما يرجح إمكانية القبض على البعض منهم خصوصا أولئك الذين لم يتصلوا بعائلاتهم حتى هذه اللحظة، ومن بينهم سائق سيارة أجرة قالت مصادرنا أنها "ليست مغامرته الأولى التي يجرب فيها الحرقة ولكن لم يظهر عنه أيّ خبر منذ الأسبوع الماضي". وتحمل هذه العملية الناجحة بنظر الحراقة مؤشرا خطيرا استنادا إلى تزايد المغامرين عبر البحر في مثل هذه الأوقات من السنة، علما أن حراس السواحل سبق لهم الإعلان خلال الشهر الجاري عن القبض على 17 حراقا في الغزوات بينهم ثلاثة وهرانيين، وذلك مباشرة بعد عملية إنقاذ 5 حراقة آخرين بأرزيو من طرف ناقلة غاز. للإشارة، فانه واستنادا إلى روايات بعض الحراقة المقبوض عليهم أو المطرودين إلى بلادهم مؤخرا، فان الوصول إلى اسبانيا يمثل العقبة الأكبر تليها عملية البحث عن منفذ للبقاء بعيدا عن قوات الأمن الاسبانية بعد الوصول وهو ما تساعد عليه بعض جماعات المهاجرين مقابل أموال تصل إلى 15 مليون سنتيم أحيانا، بما يعكس فوضى كبيرة ساهمت في انتشار ظاهرة الهجرة السرية التي عجزت السلطات الاسبانية حتى الآن في العثور على حل نهائي لها. من جانب آخر، ذكرت مصادر بالهلال الأحمر في وقت سابق أن عائلات يقدّر عددها بالعشرات ما تزال تبحث عن أبنائها المختفين داخل التراب الاسباني منذ أشهر، كما تتخوف البعض من أن تتم معاملتهم بطريقة سيئة نتيجة تزايد المخاوف من التهديدات الإرهابية التي أصبحت تمثل لدى الرأي العام الغربي فزاعة يتم من خلالها ملاحقة العرب والمسلمين، بما فيهم الحراقة المقيمين بطرق غير شرعية أو حتى أولئك الذين يحوزون على الوثائق. قادة بن عمار