لم يخف المحيط الرياضي طرح بعض التساؤلات حول أسباب وخلفيات التعديل الحكومي الذي مسّ عدة حقائب، والتي شملت أيضا تغييرا في وزارة الشباب والرياضة، حيث تم الإبقاء على مهام الوزير خالدي، فيما أنهيت مهام نور الدين مرسلي الذي كان مكلفا برياضة النخبة، مقابل الاستعانة بسليمة سواكري، البطلة السابقة في رياضة الجيدو، وهو ما جعل البعض يشير إلى احتمال وجود حساسية أو تداخل في الصلاحيات بين الوزير خالدي ومرسلي تسببت في هذا التغيير، فيما ترى أطراف أخرى بأن ديناميكية سواكري من شأنها أن تمنح الإضافة لرياضة النخبة. طرح التغيير الحكومي الذي شمل عدة مناصب وحقائب عديد التساؤلات، وفي مقدمة ذلك منصب كاتب الدولة المكلف بالرياضة الذي كان قد تولاه البطل السابق في رياضة ألعاب القوى نور الدين مرسلي، قبل أن يترك مهامه للبطلة السابقة في رياضة الجيدو سليمة سواكري، تغيير بقدر ما جعل المتتبعين يقعون في بعض التخمينات والتساؤلات، فإن البعض يريده أن يكون فرصة لضخ دماء جديدة، بغية تحفيز رياضيي النخبة تحسبا للتحديات المقبلة، في مختلف المنافسات الإقليمية والعالمية، على غرار منافسة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها الجزائر، أو أولمبياد ألعاب طوكيو المرتقبة العام المقبل. وإذا كان نور الدين مرسلي قد قام بعديد المبادرات التي تصب في خانة تكريم القدامى وتحفيز الوجوه الجديدة، سواء بصفته كاتب الدولة المكلف برياضة النخبة، على غرار ما قام به خلال زيارته للمعلق الشهير عبد الرزاق زواوي، أو تكريمه للرياضيين المتأهلين لأولمبيات طوكيو 2021، مثلما قام بمبادرات بالشراكة مع وزير الشباب والرياضة خالدي، آخرها تكريم صانعي أمجاد الجزائر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 التي احتضنتها الجزائر، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأطراف من طرح تساؤلات حول أسباب وخلفيات إنهاء مهام مرسلي، ففي الوقت الذي ذهب جهات إلى عدم استبعاد وجود حساسية وتداخل الصلاحيات بينه وبين الوزير خالدي، وهذا بصرف النظر عن خرجات الثنائي المذكور على وقع الابتسامات الدبلوماسية، فإن البعض الآخر لا يستبعد أن يتم تكليف مرسلي بمهام أخرى، وفي مقدمة ذلك إمكانية الترشح لخلافة بيراف على رأس اللجنة الأولمبية الجزائرية. وبصرف النظر عن ردود الفعل التي أعقبت إنهاء مهام البطل العالمي في رياضة ألعاب القوى من منصب كاتب الدولة مكلف برياضة النخبة، فإن البعض لم يتوان في الإشادة بتعيين سليمة سواكري في ذات المنصب خلفا لمرسلي، خاصة في ظل الديناميكية المعروفة بها في الشق الرياضي والجمعوي والإنساني وكذا الإعلامي، وهو الأمر الذي وقف عليه الكثير في السنوات الأخيرة، في انتظار أن تمنح دعما إضافيا لرياضة النخبة، خاصة بالنظر إلى ماضيها الرياضي المميز، شأنها شأن سابقها نور الدين مرسلي، وهو الأمر الذي يؤكد حاجة قطاع الشباب والرياضة إلى إطارات تجمع بين التكوين الإداري والماضي الرياضي الذي يجمع بين التألق والتتويج بأحلى وأغلى الألقاب والميداليات، علما أن الكاتبة الجديدة لرياضة النخبة لم تتوان في التأكيد على عزمها بذل كل ما في وسعها من أجل خدمة القطاع، كما فعلت في السابق وهي رياضية، حين "مثلت الرياضة الجزائرية في مختلف المحافل الدولية بكل فخر واعتزاز".