قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس، إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد مباشر للأمن القومي المصري والليبي، وذلك بعد أن طالب البرلمان الليبي المتحالف مع القائد العسكري خليفة حفتر القاهرة هذا الأسبوع بالتدخل العسكري في الحرب الأهلية. وأبلغ شيوخ قبائل ليبية جاءوا على متن رحلة جوية من معقل حفتر في بنغازي السيسي خلال اجتماع في القاهرة، أنهم يفوضونه والقوات المسلحة المصرية للتدخل في بلادهم لمواجهة ما وصفوه بالغزو التركي والإرهاب. يعكس الاجتماع، الذي أذاعه التلفزيون المصري، المخاطر الإقليمية المتزايدة في ليبيا، المقسمة منذ 2014 بين مناطق تسيطر عليها حكومة معترف بها دولياً في طرابلس، وتدعمها تركيا، وبين إدارة منافسة في الشرق، تدعمها الإمارات وروسيا ومصر. ودعا البرلمان المتمركز في الشرق، والمتحالف مع حفتر، مصر هذا الأسبوع إلى تقديم المساعدة في مواجهة الدعم التركي للحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس. وساعدت تركيا الإدارة التي مقرها طرابلس في الغرب على إرغام قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة حفتر على التراجع عن هجومه على العاصمة. وقد يؤدي أي تصعيد كبير إلى إشعال فتيل صراع مباشر في ليبيا بين القوى الأجنبية التي دفعت بالفعل بالأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا في انتهاك لحظر السلاح. ورداً على الإجراءات التركية، حذر السيسي الشهر الماضي من أن الجيش المصري قد يدخل ليبيا إذا عاودت حكومة طرابلس وحلفاؤها الأتراك الهجوم على خط المواجهة سرت-الجفرة، الذي يُنظر إليه على أنه بوابة مرافئ تصدير النفط الرئيسية في ليبيا. وتخضع الجفرة وسرت لسيطرة الجيش الوطني الليبي. وخلال الاجتماع مع شيوخ القبائل الداعمين لحفتر، قال السيسي: "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها من قبل هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا". إلا أن السيسي أضاف "ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي الاستراتيجي على حدودنا الغربية خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد العسكري الراهن في محيط مدينة سرت". وقال الرئيس المصري، إنه سيسعى للحصول على الموافقة على أي تحرك عسكري من البرلمان الذي يهيمن عليه مؤيدوه. وأضاف أن مصر "لديها القدرة على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك". ويتمتع حفتر بدعم قبائل معظمها في الشرق ولكنه يحظى أيضاً بمساندة معاقل سابقة للجيش الوطني الليبي مثل ترهونة في الغرب. ومع ذلك لا يحظى الضابط السابق في عهد معمر القذافي بشعبية تذكر في معظم غرب ليبيا بعد هجومه الذي استمر 14 شهراً على طرابلس وتسبب في تشريد نحو 200 ألف شخص. Sisi says Egypt won't stand idle in Libya if security is threatened https://t.co/N6N6KEbZyS pic.twitter.com/JOjLcEYdsG — Reuters (@Reuters) July 16, 2020