يرقد بمصلحة الجراحة العامة بمستشفى الحكيم عقبي بقالمة، منذ قرابة ثلاثة أشهر كاملة، طفل في منتهى البراءة يدعى "رمزي خلة" واسمه الدلعي هو "شوقي"، لم يتجاوز بعد سن 14. خرج في الرابع من ماي الماضي من مسكن عائلته الكائن بحي الحاج مبارك الشعبي بأعالي قالمة بحثا عن مصدر مالي ودريهمات تسد الرمق أو لنقل الفضول الطفولي، لكنه تفاجأ بأبواب جهنم مفتوحة أمامه. ليصارع المرض ويدخل مصلحة الجراحة بالمستشفى ليتحول البريء إلى أقدم مريض في المستشفى وهو مهدد بمزيد من المعاناة. الحكاية بدأت في الرابع من ماي، وفي يوم جمعة، حيث انتقل رمزي مع أحد أقرابه حاملين معا قطعا من بعض الكوابل النحاسية الخاصة بتركيب جهاز البرابول حيث توجها ناحية جامعة قالمة وخطفا مكانا بعيدا عن الأنظار لأجل استرجاع السلك النحاسي الموجود داخل خيط البرابول، وهذا بعد حرق البلاستيك وبيعه لأحد أصحاب محلات صناعة وبيع المجوهرات مقابل مبلغ مالي زهيد لا يتجاوز في أحسن الأحوال 50دج. قام رمزي من دون علمه بصب كمية من البنزين على كوابل البلاستيك الموجودة حول السلك النحاسي، وبمجرد استعمالة للولاعة حتى زحفت النيران على ثيابه بسرعة فائقة قبل أن تلتهم أطراف جسمه العلوية وتنتقل نحو الرأس والأذنين وكامل الرقبة والعينين والكتفين إلى درجة أن ظهرت ما تحت الجلد من عظام.. وبدأت معاناته مع الشلل لمدة قاربت الآن الثلاثة أشهر مع تأكيد الطاقم المشرف على حالته بأن الالتهاب أدى إلى التصاق رأسه بكتفه بسبب هاته الحروق التي هي من الدرجة الثالثة، وما عقد حالة رمزي المادة الهلامية الطبية لمعالجة الجلد المحترق، وهو ما أزم حالة رمزي، خاصة أن مستشفى قالمة راسل أكبر العيادات والمستشفيات ولم يحصل بعد على المادة الطبية الهلامية "تيل غرا" مع الإشارة إلى أن ثمنها لدى الصيدليات 500 دج والعلبة الواحدة لا تكفي في حالة رمزي الذي تحول إلى شبه شبح ينظر ببصره وبصيرته تدعو الله أن يفرج عن كربته. عصام بن منية