في غباب البطل ليفربول ونائبه توتنهام، ورمز المنافسة ريال مدريد وجريحها الدائم جوفنتوس، بلغت منافسة رابطة أبطال أوروبا دورها الربع النهائي في أجواء وبائية فريدة من نوعها، غيرت شكل المباريات التي تلعب من دون جماهير وببروتوكلات دقيقة ومعقدة، وغيرت أيضا محتواها من قوانين وحتى مباريات ستلعب من دون ذهاب ولا إياب، حيث سيبتسم الحظ لمن بدأ بقوة ولا وجود للإنقاذ، فمن خسر الجولة الأولى وهي الوحيدة غادر المنافسة نهائيا، ومن فاز بالمباراة بلغ نصف النهائي. المنافسة سيغيب عنها هذه المرة عدد من كبار القارة ويتنافس صغار ليس لهم تاريخ في هذه المنافسة، ومنهم فريق لايبزيغ الألماني وأطلنطا الإيطالي. دور الثمانية سيقدّم فريقين من فرنسا وهما باريس سان جيرمان وليون، وفريقين من ألمانيا هما بيارن ميونيخ ولايبزيغ، وفريق من إنجلترا هو مانشستر سيتي وفريقين من إسبانيا هما برشلونة وأتليتيكو مدريد وفريق إيطالي وحيد هو أطلنطا، ولا واحد بإمكانه تقديم ملامح من سيبلغ دور الأربعة، فما بالك ببالغي النهائي أو المتوج بهذا اللقب الفريد من نوعه مكانا وزمانا وظروفا وبائية، وكل التكهنات التي تصب في كفتي مانشستر سيتي أو بيارن ميونيخ تبقى مجرد تخمينات في منافسة قوتها وجمالها في إثارتها خاصة أن المباريات هذه المرة ستلعب من دون ذهاب ولا إياب. الفرنسيون هم أسعد الناس، ورئيس اتحادهم الذي تلقى الانتقادات وطالبوه بالاستقالة بسبب توقيفه للدور دون بقية دوريات أوروبا، يشعر بالغبطة لأن ربع الأندية المتبقية في ربع النهائي من فرنسا، ويحلم بانتزاع اللقب من طرف باريس سان جيرمان الذي سيواجه أطلنطا في 12 من الشهر الحالي في لشبونة، في مباراة مفخخة ولكن بطل فرنسا قادر على حسمها، ويأمل في أن يواصل فريق ليون مفاجآته السارة بإخراج مانشستر سيتي في المباراة التي ستلعب في 15 من الشهر الحالي. المباراة الأقوى في دور الثمانية هي التي ستكون عبارة عن كسر العظام بالعظام، ما بين رفقاء ميسي الذين يصلون للربع النهائي رقم 13 على التوالي، ورفقاء ليفاندوفسكي بيارن ميونيخ الذين لا يقبلون هذا لعام أي شيء غير اللقب الأوروبي السادس في تاريخهم إن تحقق. الغريب أن الفرق الثمانية التي بلغت الدور الربع النهائي، لا يوجد من فاز باللقب الكبير منها غير فريقين وهما برشلونة وبيارن ميونيخ، والأغرب أنهما فازا سويا في خمس مناسبات والأطرف أن أحدهما سيغادر لأنهما سيتباريان في لقاء الموسم ولكل منهما بطل كبير يسمى هنا ميسي وهناك ليفاندوفسكي. المباراة الأخيرة التي يمكن تسميتها بالفخ، ستجمع لايبزيغ الألماني بأشبال سيميوني الذين كان لهم شرف إقصاء فريق ليفربول في مباراة جرت قبل الجائحة وكانت سببا في انتشار الوباء القاتل في إنجلترا وإسبانيا. كل المباريات المتبقية وعددها سبع مقابلات ستجري في فترة قصيرة وفي مدينة لشبونة وستعني خمسة بلدان فقط، هي إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنساوألمانيا، وهي البلدان المسماة بالكبرى في عالم الكرة، في غياب البرتغال البلد المنظم للدورة الأخيرة. وإذا كان متابعو الكرة لا يؤمنون بإمكانية فوز أطلنطا أو لا يبزيغ أو ليون باللقب فإن بقية الأندية الخمسة قادرة على صنع فرحة أنصارها بداية من الثلاثي المرشح مانشستر سيتي وبيارن ميونيخوبرشلونة وانتهاء بالثنائي أتليتيكو مدريدوباريس سان جيرمان. النكهة الجزائرية موجودة في صورة رياض محرز المرشح للعب في الربع النهائي في مواجهة ليون الفريق الذي تواجد الموسم الماضي في دور المجموعات رفقة مانشستر سيتي ففاز ليون في مانشستر في مباراة دخلها رياض في الشوط الثاني، وتعادلا في ليون ولعب محرز أساسيا وكان صاحب تمريرة حاسمة في هدف آغويرو، كما يوجد حسام عوار النجم المرشح للعب للخضر، وهو لاعب أفادته المشاركة في رابطة الأبطال، حيث صار مطلوبا من عديد الأندية الكبيرة وعلى رأسها جوفنتوس، والغريب أن ليون غير معني الموسم القادم بأي منافسة. كانت آخر مباراة قبل كورونا تلك التي فاز فيها أتليتيكو مدريد أمام ليفربول، وعادت رابطة الأبطال الآن بعد خمسة أشهر كاملة، وبرغم غياب الجمهور لكنها بإثارتها لملمت جراحات الناس وصنعت سعادتهم ومازالت، في أجمل نهاية في أحزن سنوات الكرة في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في عالم عالم الرياضة. ب.ع