عرف قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أكبر إنهاء مهام وتعيين لمسؤولين كبار دفعة واحدة في تاريخه، وهي التغييرات التي جاءت في ظل أزمة السيولة وتذبذب الأنترنت التي تعيشها البلاد منذ أشهر، لكن الأكيد أن المسؤولين الجدد سيجدون أنفسهم في مواجهة ملفات ثقيلة وورشات ضخمة لكن إنجاحها ليس مستحيلا حسب متابعين. وفي السياق، تم تعيين حسين حلوان رئيسا مديرا عاما لمؤسسة اتصالات الجزائر، كما تم إنهاء مهام المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، عبد الكريم دحماني، حسب ما أفاد به أمس بيان لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. وأوضح ذات المصدر أنه تبعا لاجتماع الجمعية العامة لمجمع اتصالات الجزائر المنعقد الثلاثاء، تم تجديد أعضاء مجلس إدارة المجمع الذي انعقد بعدها في دورة استثنائية تم خلالها تنصيب كريم بيبي تريكي رئيسا مديرا عاما للمجمع، كما تم تعيين حسين حلوان رئيسا مديرا عاما لمؤسسة اتصالات الجزائر وعادل دكالي رئيسا مديرا عاما لمؤسسة موبيليس. من جهة أخرى، يضيف البيان "تم إنهاء مهام عبد الكريم دحماني بصفته مديرا عاما لمؤسسة بريد الجزائر الذي استدعي لمهام أخرى، وحسب مصادر الشروق فإنه تم تكليف باية حنوفي بمهام المديرة العامة بالنيابة، علما وأنها كانت تشغل منصب مديرة النقدية ببريد الجزائر". وفي إطار التغييرات ذاتها تم إنهاء مهام عمر بن عالية بصفته مديرا للمركز الوطني للصكوك البريدية التابع لذات المؤسسة. وينتظر المديرين الجدد لمؤسسات قطاع البريد والمواصلات السلكية ورشات كبرى، قصد إعطاء نفس جديد للمؤسسات العمومية التابعة للقطاع وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في مجال الاتصالات والبريد. بريد الجزائر: السيولة، البطاقة الذهبية، الدفع الإلكتروني ومطالب مهنية واجتماعية بالنسبة لبريد الجزائر، فإن أزمة السيولة ما زالت مستمرة منذ أشهر ووجب تقليصها على الأقل مع الدخول الاجتماعي المنتظر بعد امتحانات شهادة البكالوريا وهي الفترة التي تعرف بزيادة الطلب على السيولة. كما أن المدير العام لبريد الجزائر سيجد نفسه أمام تحديات تعميم الدفع الإلكتروني والدفع عبر الهاتف النقال، في ظل عزوف كثير من الجزائريين عنها، وعدم ثقة البعض منهم في هذا النوع من العمليات، إضافة لمواصلة إصدار ملايين من البطاقات الذهبية وتوزيعها على الزبائن، وشرح العمليات الممكنة بواسطتها للجزائريين ودفعهم للانخراط فيها. كما سيجد المدير العام لبريد الجزائر نفسه أمام جملة من المطالب المهنية والاجتماعية للعمال التي ظلت عالقة ومتراكمة منذ سنوات، منها الترقيات العمودية والأفقية وشغل المناصب الحقيقية ومنحة المردودية الجماعية والفردية (PRI/PRC)، التي ما زالت معلقة منذ سنوات. اتصالات الجزائر: رفع التدفق وإيصال الألياف البصرية وانشغالات عمالية أما المدير العام ل"اتصالات الجزائر" فسيكون على وجه الخصوص في مواجهة مشاريع إيصال الإنترنت ذي التدفق العالي عبر الألياف البصرية لملايين الجزائريين عبر مختلف الولايات، وخصوصا في المدن الكبرى التي وجب تغيير الشبكات فيها بالكامل من النحاس إلى الألياف البصرية، والتعقيدات التي ترافق العملية. وحسب مصادر من اتصالات الجزائر، فإن مشاريع ضخمة تم برمجتها لربط كافة الأحياء السكنية الجديدة التي شيدت والتي يجري بناؤها والتي سيتم بناؤها مستقبلا، بشبكة الألياف البصرية ذات التدفق العالي (FTTH و FTTX)، مع إيجاد صيغ توافقية للأسعار تكون في متناول المستهلك ولا تضر بالتوازنات المالية للشركة. كما أن الرئيس المدير العام لمؤسسة اتصالات الجزائر سيجد أيضا أحد الملفات الاجتماعية والمهنية ما زال عالقا وهو قضية الترقيات لأصحاب الشهادات الجامعية، التي بقيت معلقة لسنوات، إضافة لمطلب زيادة الرواتب بنسبة 13 بالمائة الذي ينتظر التجسيد منذ سنوات، وهو مرتبط خصوصا بالحصيلة المالية لها. موبيليس.. التحضير للجيل الخامس وتكثيف التغطية أما الرئيس المدير العام للمتعامل التاريخي للهاتف النقال "موبيليس"، فسيكون في مواجهة نشر تقنية الجيل الخامس للهاتف النقال من جهة وتحضير الاستثمارات اللازمة. من جهة أخرى، سيكون المعني أمام تحدي نقل المناطق المغطاة بالجيل الثالث إلى الجيل الرابع "4 جي"، وتكثيف التغطية للمناطق التي تنشر الجيل الرابع بها، خصوصا بعد تحرير حزمة جديدة من طيف الطبطبات من طرف الوزارة الوصية لمتعاملي النقال، بهدف تحسين خدمة الإنترنت خصوصا.