يعيش الأطفال المصابون بمرض الشلل الدماغي في الجزائر وأولياؤهم ظروفا اجتماعية قاسية، بسبب عدم توفر المراكز المتخصصة في التأهيل الحركي المخصصة لهذه الشريحة من الأطفال، حيث يضطرون للسفر إلى مختلف الولايات التي تتوفر على الأخصائيين في التأهيل الحركي الخاص بهذا النوع من الإعاقة التي غالبا ما يشفى صاحبها إذا توفرت شروط ذلك حسب المختصين. وقالت السيدة فتيحة التي التقتها "الشروق" في عيادة خاصة بالتأهيل الحركي بمركز ولاية برج بوعريريج، أنها قدمت من ولاية بشار حتى يتمكن ابنها صاحب ثلاث سنوات من الخضوع لحصص العلاج الطبيعي المكثف، حيث لا تتوفر على مثل هذا النوع من العيادات، مشيرة إلى أن ابنها يتحسن تدريجيا بفضل العلاج المكثف، وتأسفت المتحدثة لعدم استفادتها من أي نظام تعويضي يساعدها في علاج ابنها، وقالت السيدة مريم التي جاءت هي وعائلتها من ولاية باتنة حيث استقرت بولاية برج بوعريريج منذ أشهر، لغرض معالجة ابنتها أن صدمتها كانت كبيرة بعدما اكتشفت أن مولودتها ولدت مريضة حيث تعاني من الشلل الدماغي الذي حرمها من العيش كبقية أقرانها مشيرة إلى أن ابنتها كانت تخضع لحصص العلاج الطبيعي في باتنة، غير أنها لم تلمس أي تحسن في حالتها إلى أن نصحها أحد الأطباء المختصين بالتوجه إلى إحدى العيادات الخاصة بولاية برج بوعريريج، حيث أكدت أن ابنتها تتحسن بشكل ملحوظ، وأصبحت تجلس والآن هي تتدرب على الوقوف بعد أن كانت لا تملك القدرة على الحركة. كما خضعت لعملية تطويل الأوتار التي ساعدتها على استرجاع لياقتها بشكل ملحوظ، أم هيثم هي الأخرى جاءت بابنها من تبسة من أجل علاجه من مرض الشلل الدماغي الذي يعاني منه حيث ورغم أن عددا من الأطباء أخبروها باستحالة مشيه إلا أنه تمكن من ذلك بعد 6 أشهر من خضوعه للعلاج الطبيعي المكثف من المشي على رجليه، وتحارب عشرات الأمهات رغم ظروفهن الصعبة من أجل علاج أبنائهم المصابين بالشلل الدماغي، حيث أكدت سيدة من برج بوعريريج أنها تقوم بإعداد مختلف الأطباق التقليدية وبيعها من أجل علاج ابنها، فيما أكدت سيدة أخرى أنها باعت صياغتها من أجل مساعدة زوجها في علاج ابنهما الذي حبسه مرض الشلل الدماغي في كرسي متحرك منذ عشر سنوات، مؤكدة أنها وكل عائلتها يبذلون قصارى جهودهم من أجل رؤية ابنها الأصغر ياسين يمشي. ويطالب أولياء الأطفال مرضى الشلل بضرورة التكفل بعلاج أطفالهم أو إدراج حصص العلاج الطبيعي المكثف الذي يخضعون له ضمن برنامج التعويضات لمصالح الضمان الاجتماعي.