اعتبر الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "اينباف" أن الدخول المدرسي لتلاميذ الابتدائي، بدا "متعثرا"، حيث شهد العديد من النقائص، وهو ما أظهر حسب النقابة "عورة" تسيير الابتدائيات من طرف البلديات، مُقترحا ادراج المؤسّسات التربوية للابتدائي مع المتوسطات، في وقت رحبت بفتح المطاعم لتقديم وجبات ساخنة، مع التقيد بالبروتوكول الصحي لتفادي كورونا. قدم الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، تقييما لدخول تلاميذ الابتدائي الأسبوع المنصرم، إذ أكد رئيسها الصادق دزيري في تصريح ل"الشروق" السبت، بأن دخول تلاميذ الابتدائي كان "متعثرا، من ناحية تطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورنا، خاصة وأن الوزارة دشّنت الدخول مع تلاميذ الابتدائي، والتي تعتبر أصعب مرحلة عمرية". وقال أن عورة تسيير الابتدائيات من طرف البلديات ظهرت أثناء الدخول المدرسي "فهناك بلديات قامت بالواجب وزيادة، أما الأغلبية ونظرا للعجز المالي الذي تعيشه، لم تقدم ما يجب تقديمه للمدارس الابتدائية، من توفير المعقمات والكمامات وتنظيف المدارس". وهذه النقائص، جعلت محدثنا، يجدد اقتراح نقابته العودة لنظام "المأمن" ومعناه إلحاق مجموعة مدارس ابتدائية بيداغوجيا بمتوسطة، لتصبح ميزانية هذه المدارس، تصب في حساب المتوسطة، مع توظيف عمال مختصين في المصالح الاقتصادية بالابتدائيات، مع اعتبار المؤسسات الابتدائية التي تضم 500 تلميذ فما فوق، لها تسيير مستقل. وأشار دزيري إلى ما اعتبره مجهودات "جبارة" قام بها الطاقم التربوي في تسيير المؤسسات التربوية مع الدخول المدرسي، وقال "بعض الأساتذة تولوا مهمة تنظيف الأقسام وتحضيرها، وتوزيع الكمامات، لغرض انجاح الدخول المدرسي". وأضاف بأن السنة الدراسية ليست أياما قلائل ومعدودة، بل هي سنة كاملة فيها ما لا يقل عن 200 يوم دراسي فعلي "ومن هنا يستوجب على الحكومة تحمل مسؤوليتها في توفير الإمكانات المادية اللازمة، للحماية الصحية للتلاميذ والأساتذة والعمال، عن طريق احترام البروتوكول الصحي، بالإضافة لتعاون كل الفاعلين من مجتمع مدني وجمعيات خيرية". فتح المطاعم المدرسية ضرورة مع التقيد بالبروتوكول الصحي وبخصوص تعليمة وزارة التربية المتعلقة بفتح المطاعم المدرسية قريبا، اعتبر محدثنا، أنّ الوضع العام في المجتمع، أصبح فيه نوع من التعايش مع الفيروس "والأولى إذا توفرت الوقاية الصحية والظروف المادية، أن يكون التعايش في الحرم المدرسي، ولا مفرّ لدينا من فتح المطاعم، لتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ، مع الحرص على تطبيق التباعد الجسدي". ومن جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد ل"الشروق"، بأنه لا يمكن القول أن الدخول المدرسي مرّ في أحسن الظروف، "ولكنه كان موفقا على العموم"، وأضاف أنه مادامت الابتدائيات لا تملك ميزانية خاصة، على غرار المتوسّطات والثانويات "فلا يمكننا لوم مدير المدرسة أو المقتصد، لأن إصلاح المدارس وتجهيزها يكون على عاتق البلديات، والتي غالبيتها عاجزة حتى على تسيير نفسها"، مُعتبرا أن الجماعات المحلية هي النقطة السوداء في تسيير الابتدائيات. وتأسّف محدثنا، كون ثلاثة أرباع البلديات مفلسة، وأخرى مجالسها الشعبية مُجمّدة، نتيجة الصراعات الحزبية، داعيا لعودة تسيير المدارس الابتدائية إلى وزارة التربية، ليكون لها ميزانية خاصة، أو إنشاء الديوان الوطني للخدمات المدرسية، مع اشراك النقابات التربوية وجمعية أولياء التلاميذ في عضويته.