تمثل زيارة وزير داخلية فرنسا جيرالد دارمانان إلى الجزائر، رمزية وطابعا خاصا له، أين برمج زيارة إلى منطقة "أولاد الغالي" بولاية مستغانممسقط رأس جده من أمه كما نقلت وسائل إعلام فرنسية. ونقلت صحيفة "باريزيان" الفرنسية إن برنامج دارمانان بالجزائر، يتضمن محطة خاصة وهي زيارة منطقة "أولاد الغالي" الواقعة ببلدية المنصورة بولاية مستغانم. ووفق نفس المصدر فإن هذه المنطقة هي مسقط رأس جده من أمه موسى واكيد وهو جزائري تم تجنيده في الجيش الفرنسي وخاض معه الحرب العالمية الثانية، فيما سمي القوات الفرنسية الداخلية لمواجهة الزحف النازي، وعاش بعدها ودفن في منطقة هاسنون التي دافع عنها شمال فرنسا. أول وزير داخلية لفرنسا من أصل جزائري ويقول دارمانان لصحيفة "باريزيان" أنه "لأول مرة في تاريخ فرنسا هناك وزير داخلية من أصول جزائرية.. هذا ليس أمرا عاديا". وكان دارمانان قد أكد في تغريدة عقب تعيينه وزيرا للداخلية الصيف الماضي "شرف كبير بالنسبة لحفيد مهاجر أن يعين وزيرا للداخلية في بلدنا الجميل". Grand honneur, pour le petit-fils d'immigré que je suis, d'être nommé Ministre de l'Intérieur de notre beau pays. Merci à Christophe Castaner qui a mené une action courageuse et déterminée au service de la protection de nos concitoyens. — Gérald DARMANIN (@GDarmanin) July 6, 2020 ويقول هذا الوزير، بشأن الإنتقادات التي وجهت للسلطات الفرنسية وهو شخصيا، باستهداف الإسلام خلال الأزمة الأمنية الأخيرة "أحارب الإسلام المتطرف ولكن لدي احترام جد عميق للديانة الإسلامية". ويصل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، السبت، إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين، لبحث التعاون الأمني، لكن ملف ترحيل من تسميهم باريس "متطرفين" بعد الهجمات الأخيرة، سيكون ضمن أهم القضايا التي سيعرضها على المسؤولين. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها "أنه في اطار علاقات التعاون المشترك يستقبل وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بداية هذ الأسبوع نظيره الفرنسي جيرالد دارمانان الذي يقوم بزيارة عمل الى الجزائر يومي 7 و8 نوفمبر الجاري". وحسب الوزارة "ستكون مناسبة لتبادل وجهات النظر بخصوص التعاون بين قطاعي الداخلية للبلدين وكذا بحث تعزيز التنسيق في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك". دارمانان يريد ترحيل 231 "متطرفا" وكان دارمانان قد صرح قبل أيام لوسائل إعلام فرنسية، أنه سيتوجّه إلى تونسوالجزائر "في نهاية الأسبوع" لتناول مسألة مكافحة الإرهاب وطرد الأجانب "المتطرّفين". وأكد دارمانان أن "التحدث مع نظيريّ من وزارة الداخلية ومع أجهزة الاستخبارات وتبادل وجهات النظر من أجل الحصول على مزيد من المعلومات". وأوضح دارمانان "لقد طردنا 16 شخصا يُشتبه في أنهم متطرفون" منذ شهر. من جانبه أكد قصر الإليزيه، منذ أسبوع أن "الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من وزير الداخلية التوجه إلى تونس هذا الأسبوع للقاء نظيره" لبحث مكافحة الإرهاب، بعد الاعتداء الذي وقع الخميس في نيس بجنوب فرنسا ويتهم بتنفيذه تونسي عمره 21 عاما. وبعد هجوم نيس طلب وزير الداخلية الفرنسي من رؤساء الأقاليم خلال اجتماع معهم، الشروع في ترحيل 231 مهاجرا في وضع غير قانوني، يتواجدون أيضا على لوائح المخابرات ضمن المتشددين. ووفق وسائل إعلام فرنسية فإن 180 من هؤلاء يتواجدون حاليا رهن الحبس فيما سيتم توقيف البقية تمهيدا لترحيلهم.