كشف الدكتور فوزي درار المدير العام لمعهد باستور الجزائر عن إجراء المعهد بين 600 إلى 1300 تحليل يومي للكشف عن فيروس كورونا، مؤكدا اقتناء عتاد جديد يرفع طاقة الكشف اليومي، حيث تعمل الآلة الجديدة بمعدل 2000 تحليل يومي ويأتي هذا بالنظر إلى الفترة المقبلة والمتعلقة، حسبه، بذروة فيروس الأنفلونزا الموسمية شهري جانفي وفيفري. ولأول مرّة ستستفيد الجزائر من كواشف مزدوجة للكشف عن فيروس كورونا وفيروس الأنفلونزا الموسمية تم اقتناؤها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وستستلمها الجزائر في غضون الأسبوع المقبل. وتحدّث درار، خلال استضافته رفقة البروفيسور مهياوي في قناة "الشروق نيوز"، عن تعامل خاص واستثنائي لاستعجال نتائج المصابين بكورونا في مصالح الإنعاش أو الوفيات المشكوك فيها يمكن من خلاله الحصول على النتائج في غضون ساعات قليلة، كما أعلن عن اقتناء كواشف سريعة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لإدراجها ضمن التشخيص خارج إطار المخابر وقد توجه للكشف عن المرض في أوساط التلاميذ والمتمدرسين. وقال درار "نحن في مرحلة حرجة تنخفض فيها درجة الحرارة وهو أفضل مناخ لانتشار وتكاثر الفيروسات التنفسية، وعلى المواطنين تقليل الاحتكاك والاجتماع بأقل عدد ممكن من الأشخاص واقتصار الأمر على المحيط الضيق الأسري أو المهني، فكلما ارتفع عدد المختلط بهم كلما ارتفعت العدوى"، منتقدا بعض السلوكيات السلبية للمواطنين الذين لا يحترمون إجراءات الحجر الصحي والعزل وفق الضوابط المنصوص عليها ويتجولون بأريحية في الأسواق والشوارع. وحذّر المختص من ثقافة التهويل والذعر والهلع التي ينتهجها البعض في تعاملهم مع الأزمة الصحية، حيث ان الجميع ينبغي عليه التحلي بالرزانة والتعقل والانضباط والتعامل مع كل شخص على أنّه مريض كورونا. واعتبر فوزي درار أن نتائج اللقاحات المعلن عنها من قبل المخابر الدولية مبدئية ولكل لقاح خصائصه في تفعيل وتنشيط الجهاز المناعي، كل مخبر بلغ درجة تطور معينة فهذا أمل للجميع، لكنه يتطلب أيضا متابعته بملفات إدارية تثبت فعاليته ويعترف بها من قبل المنظمة العالمية للصحة. وأبقى درار على حظوظ وفرص الجزائر في الحصول على اللقاح في ظل المنافسة الشرسة والتكالب الدولي، مؤكدا عقد لقاءات مع ممثلي هذه المخابر وتخصيص الجزائر للإمكانيات المالية والمادية للحصول عليه. واستطرد درار أن 80 بالمائة من حالات كورونا ليست خطيرة، لذا فإن التلقيح سيكون انتقائيا وأولويا للفئات الأكثر عرضة للخطر. وفند درار بعض المعتقدات الخاطئة بشأن الفيروس لدى الأطفال، حيث أكد تسجيل إصابات لدى رضع، فالأطفال، كما قال، يمرضون وينقلون المرض، لكن وضعهم أقل خطورة. وفي سياق ذي صلة، أوضح البروفيسور رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا أنّ حظوظ الجزائر تبقى قائمة في مجال الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا في ظل التطورات الحاصلة من قبل المخابر العالمية وعلى راسها "فايزر" الذي أعلن فعالية لقاحه بنسبة 90 بالمائة. وأضاف المتحدث أن اللجنة العلمية في انسجام مع السلطات الجزائرية وكلمتها مسموعة، داعيا المشككين في إحصائيات وحصيلة اللجنة إلى التحقق ميدانيا مع المصالح المختصة. وفصّل مهياوي أكثر عندما قال بأن الأرضية الرقمية تستقبل الإحصائيات من عديد الولايات وهي تتوقف عند الساعة ال11 صباحا وهو ربما ما يجعل المواطنين أو المتابعين يستغربون انخفاضها مقارنة مع ما يسجل في مناطقهم. وأوضح مهياوي بأن الأعراس والجنائز لاتزال من أهم البؤر الرئيسية في انتقال العدوى بنسبة تجاوزت 25 بالمائة، حيث أن التجمعات العائلية وتشارك بعض المناسبات العائلية أنتجت وضعا خطيرا لوحظ بشكل خاص في تسجيل قفزة نوعية بولاية أدرار بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إذ أثبتت التحقيقات الوبائية تنظيم وعدات وزردات بشكل مكثف أفرزت أكثر من 70 عدوى في العائلة الواحدة. ويرى مهياوي أننا في الجزائر لازلنا في الموجة الأولى للوباء الذي لم ينزل عن 90 إصابة يوميا، معتقدا أننا لا نزال في استمرارية الموجة التي لم نصل فيها الى 0 حالة يوميا لمدة أسبوعين على الأقل، كما أن التسمية برأيه تختلف ولكل شخص وجهة نظر خاصة، ويضيف أن الجزائر عرفت الذروة 3 مرات خلال هذه الموجة.