المشهد الصيفي بميناء العاصمة يكرر نفسه كل عام، قاعات الاستقبال تعج بالعائلات الجزائرية الوافدة من مختلف ولايات الوطن لاستقبال أهاليهم القادمين من الغربة، وبالمقابل حركة غير عادية في المخرج الرئيسي بميناء العاصمة لسيارات ذات ترقيم أوروبي، تعددت أحجامها وماركاتها إلا أن بريقها زاحم لمعان أشعة شمس ألفحت وجوه المنتظرين ببوابة الميناء وحتى وجوه المغتربين العائدين الذين غدت الحقائب والسيارات المملوءة على آخرها سمة يعرفون بها. أما غير المعروف فهي وجهة هذه الهدايا، أهي للأهل والأحباب أم للبيع والربح السريع ؟ الملابس الباريسية والشكلاطة السويسرية غدت من أولويات قائمة هدايا القادمين من الضفة الأخرى لأهاليهم وأقاربهم بالجزائر، إلا أن إحضار المغتربين لسيارات و دراجات نارية وبحرية أصبحت ظاهرة يكتشفها ودون عناء كل من يمر بميناء الجزائر بشرط أن يكون مروره متزامنا مع رسو باخرة 'طارق بن زياد' أو 'الطاسيلي' أو 'الجزائر 2' أو غيرها من بواخر ميناء الجزائر. آخر صيحات عالم السيارات أمام المدخل الرئيسي للميناء يصنع المهاجرون موقفا للسيارات يحوي آخر "موديلات" السنة. وإلى جانب السيارات الفاخرة تصطف الدراجات النارية بمختلف أشكالها الرياضية الشبابية. "س.م"، عون جمركي بميناء الجزائر، قال "هذه الصائفة هناك عدد هائل من السيارات دخلت الجزائر، فبرسو كل باخرة تنزل المئات من السيارات، والملفت للانتباه أنها في مجملها سيارات باهظة الثمن وعادة ماتكون مملوءة على آخرها بالآلات الكهرومنزلية وحقائب وملابس". وهوما أكده "د.و "، الضابط البحري بسفينة 'الجرائر2' "نقلنا اليوم على متن رحلة مرسيليا الجزائر 295 سيارة فضلا على 1054 مسافر أغلبهم من الجزائريين المغتربين بمرسيليا وبعض المدن الفرنسية وفي العموم هذا هو معدل المسافرين والسيارات التي تحمله باخرة الجزائر 2 ". موضة 2007.. 'الجاتسكي' الدراجة البحرية أما جديد ما استقدمه المغتربون الجزائريون لأرض الوطن هذه الصائفة فهي الدراجة البحرية 'الجاتسكي' التي غدت موضة هدايا المغتربين لأهاليهم، وعن سبب رواج هذه الموضة قال لنا الشاب يونس، 32 سنة، القادم من مرسليا " أحضرت هذه الدراجة البحرية لأخي الصغير بعد إلحاحه المستمر، والحقيقة أن ثمنها في الجزائر يصل إلى الضعف مقارنة بفرنسا". أما السيد محمد .م فاختار أن يسافر في الباخرة قصد إحضار الجاتسكي ليتمتع بها في عطلته الصيفية بالجزائر.."أنا مقيم بباريس منذ أزيد من 20 سنة ، وأنا عادة ما أسافر في الطائرة إلا أنني هذه السنة فضلت الباخرة حتى أحضر سيارتي الشخصية وهذه الدراجة البحرية حتى نستعملهما في عطلتنا برفقة الأولاد وسأترك الجاتسكي للعائلة عند مغادرتي أما السيارة فلا". ملابس نسائية للعروس.. وآلات الكترومنزلية للعريس وإلى جانب السيارات والدراجات تحمل حقائب المغتربين القادمين إلى الجزائر أشكالا وألوانا مختلفة من الملابس والمستحضرات النسائية، فقد بررت السيدة فاطمة، 46 سنة، والمقيمة بمرسيليا إحضارها للكم الهائل من الملابس النسائية قائلة "هناك نساء كثيرات يعملون في التجارة أو السوق السوداء ويحضرون الملابس ويعيدون بيعها، أما أنا فأحضرتها لابنة أختي التي ستتزوج هذا الصيف، فهديتي لها هو تجهيزها تجهيزا كاملا وهي أيضا مساعدة مني لأختي في عرس ابنتها". في حين أحضرت السيدة نسيمة، 40 سنة، والمقيمة بمرسيليا بعض الآلات المنزلية الصغيرة الحجم والمتطورة التكنولوجية لأخيها الذي سيتزوج هذه الصائفة. أم عمي بلقاسم، 65 سنة ومقيم بمرسيليا، فلم يكن يحمل الا حقيبة صغيرة ماميزه عن باقي المهاجرين.. "أنا شخصيا أفضل الباخرة عن الطائرة عند القدوم إلى الجزائر، لا لأنقل الحقائب والسيارات وإنما لألتقي بالعائلات الجزائرية، فعلى مدار عشرين ساعة من الإبحار ندردش ونسهر ونعيش أجواء جزائرية قبل الوصول إلى أرض الوطن". زين العابدين جبارة: [email protected]