شهدت منطقة عين البيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، إقبالا مميزا على وعدة سيدي اعمر بن سالم من قبل مواطني ولاية سعيدة، فضلا على عديد الولايات المجاورة• واستيقظت هذه المنطقة - التابعة إداريا إلى دائرة يوب التي تبعد عن عاصمة الولاية ب40 كلم والمعروفة بهدوئها - على وقع حركة غير عادية للمركبات من مختلف الأنواع والأحجام، وكأنها في سباق محموم لحجز أقرب موقع من مقام الولي الصالح، وحبذا لو كان مطلا على ميدان الفروسية• وما هي إلا سويعات قليلة بعد بزوغ أشعة الشمس حتى انتصبت مئات الخيام من مختلف الألوان حول المكان المخصص لإقامة هذه الوعدة التي تنتظم شهر أفريل من كل سنة، وتستمر فعالياتها على مدى يومين كاملين، ويبدو أن الحياة أخذت تدب في ما يشبه قرية صغيرة، كانت بالأمس القريب منطقة شبه مهجورة• وأكد رئيس بلدية دوي ثابت، السيد عمر ربوط، أن هذا الإقبال الكبير من مختلف الولايات يفسر بالصيت الذائع للولي الصالح سيدي اعمر بن سالم الذي عرف بكرامته حيث سمي ب "السالم" كونه سلم طوال الحرب التحريرية من أذى الجيش الاستعماري في مختلف عمليات تفتيش الزاوية التي كان يتعبّد بها، رغم إيوائها للمجاهدين الذين كانت تعج بهم المنطقة • وأضاف ذات المسؤول المحلي أن هذه المناسبة، وبالإضافة إلى ترسيخها لتعاليم ديننا الإسلامي السمحة الداعية للجنوح إلى قيم السلم والتسامح، تعد فرصة لا تقدر بثمن للم الشمل وتعزيز أواصل المحبة والمودة بتصفية الأجواء بين المتخاصمين، فضلا على لقاء أفراد العوائل والأحباء الذين فرقتهم سبل كسب العيش عبر مختلف مناطق الوطن•