في أول ردة فعل من الوسط الفني، في أعقاب إقدام، مؤخرا، وزيرة الثقافة مليكة بن دودة على سحب ملف تصنيف وإدراج موسيقى الراي ضمن التراث العالمي للإنسانية من اليونسكو، يرى الموسيقار والموزع الموسيقي الجزائري "قويدر بركان"، بأن قرارا مماثلا كان يجب أن يتبع بتوضيحات من طرف الوزيرة عن الوثائق التي تنقص الملف، بعد أن بررت وزارة الثقافة انسحابها من الدورة الماضية بنقص العناصر المكوّنة للملف المودع لدى اليونسكو، واعتبر ذات المتحدث، المتواجد حاليا بفرنسا في اتصاله هاتفيا بالشروق، بأن خطوة كهذه هي بمثابة فسح المجال للمغاربة لتصنيف طابع الراي كتراث موسيقي مغربي، وهو ما تصبو إليه الدوائر الثقافية المغربية بإيعاز من القصر الملكي، منذ زمن طويل. الفنان قويدر بركان الذي وبالموازاة مع تخصصه في طابع الراي، يجري حاليا أبحاثا عن تاريخ هذا الطابع الموسيقي، قال "تفاجأت بقرار وزيرة الثقافة سحب ملف الراي من اليونسكو.." قبل أن يضيف بأنه تلقى منذ أسبوع اتصالا من اللجنة الأوروبية التابعة لليونسكو المشرفة على تقييم ملفات تصنيف مماثلة لملف الراي، أرادت رأيه بخصوص الدلائل المادية التي تثبت "جزائرية" الراي، وقال إن الملف يراه جزائريا بحتا بدءا، بالجانب اللساني، فالراي حسبه نشأ محليا وصار عالميا باللهجة الجزائرية، التي تختلف كليا عن أي لكنة أخرى في العالم، مستدلا في ذلك بأغاني قدمها الشاب خالد تعكس اللهجة الوهرانية المحلية لا يمكن لأي فنان مغربي أن يقدمها بشكلها الأصلي. مستطردا بأن أغاني الراي تحدّد المكان في مخيلة المستمع ما يعني وفق تصريحه، بأن الجانب الجغرافي يقترن اقترانا وثيقا باللسان والمنطوق، "وهما إثباتان اثنان قدمتهما للجنة الأوروبية التابعة لليونسكو التي طلبت مني تقديم أدلة على أن الراي جزائري". وفي معرض حديثه للشروق، قال رفيق درب الشاب خالد، بأن هم المغاربة الآن هو السطو على الراي وجعله مغربيا، مع أنهم يعلمون بأنه جزائري مائة بالمائة، ويستندون في مسعاهم هذا إلى تصريح للشاب خالد الذي اعتبر على هامش إحدى طبعات مهرجان موازين بأن حدود الراي تمتد من الشلف إلى وجدة، الأخطر من ذلك حسب الفنان قويدر بركان، فالمغاربة يتحججون بالحدود المغربية التي يزعمون بأنها تمتد إلى داخل الأراضي الجزائرية في دفاعهم الواهي عن الراي، ما ينم على أن للموضوع خلفية سياسية حاضرة وبقوة في أذهانهم، ويتابع :"لذلك كان يجب على وزيرة الثقافة التريث، والدفاع عن ملف الراي بدل سحبه وفتح المجال للمغاربة للاستحواذ على طابع رفع رؤوس الجزائريين عاليا في المحافل العالمية خلال العشرية السوداء".