شككت أوساطا سياسية وإعلامية مغربية في أن تكون استقالة وزير الداخلية المنتدب ، فؤاد عالى الهمة جاءت بدافع التفرغ للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السابع من سبتمبر المقبل. وأثير الجدل داخل المغرب بعدما قبل الملك محمد السادس إعفاء الوزير ، حيث تساءلت بعض الصحف عن الخلفيات الحقيقية وراء طلب فؤاد عالى الهمة الاستقالة من مهمته. في حين اعتبر محللون سياسيون أن الرجل أقيل من منصبه ولم يتم إعفاؤه ،لأن المغرب "لم ينتعود على إقبال بعض النافذين في دائرة المربع الملكى على الاستقالة". ونقلت بعض المصادر الإخبارية عن محمد ضريف أستاذ متخصص في العلوم السياسية في المغرب إن هناك خمسة أسباب وراء إبعاد عالى الهمة عن منصبه وتتعلق بتوليه مسؤولية الملفات الأمنية فى المغرب وإشرافه خلال الانتخابات التى جرت فى الثامن من سبتمبر الماضى على مستوى تجديد ثلث أعضاء الغرفة البرلمانية الثانية "مجلس المستشارين". وأضاف ضريف فى تصريحات صحفية أن الوزير السابق "عالى الهمة " كان وراء إعلان المغرب حالة تأهب قصوى تحسباً لأعمال إرهابية، مشيرا إلى أن إقالته ترتبط أيضا بما تتعرض له الصحافة المستقلة المغربية من تضييق ومتابعة قضائية، بالإضافة الى تورطه فى بعض "الدسائس" التى كانت تحاك ضد المؤسسة الملكية وكانت سببا فى إبعاد العديد من المقربين من القصر الملكي. وكانت الوكالة المغربية للأنباء قد نشرت بيانا جاء فيه أن " الملك استجاب لرغبة الوزير المنتدب في الداخلية بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وذلك مع كافة المواطنين المغاربة وبدون تمييز أو استثناء بين المرشحين لاقتراع السابع من سبتمبر المقبل، وفي نطاق الاحترام التام للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل". ويذكر أن عالى الهمة كان من زملاء العاهل المغربى الملك محمد السادس فى الدراسة حيث حصل على شهادة الإجازة فى القانون ثم على شهادة الدراسات العليا فى العلوم السياسية. وفى عام 1997 عين رئيسا لديوان محمد السادس عندما كان وليا للعهد ليصبح بعد ذلك وزيرا منتدبا فى وزارة الداخلية ويتسلم زمام أمور ملفات أمنية دقيقة بالبلاد. القسم الدولي