تمكن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتزعمه فؤاد عالي الهمة وزير الداخلية المنتدب السابق وصديق الملك المغربي أن يكتسح الساحة السياسية المغربية بفوزه بنتيجة الانتخابات المحلية ليؤكد تواجده كحزب سياسي استطاع عاما بعد تأسيسه من مزاحمة الأحزاب التاريخية المعروفة في المملكة. وحصل حزب الأصالة والمعاصرة على 21 بالمئة من الأصوات في حين حل حزب الاستقلال الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة عباس الفاسي ثانيا بعدما تحصل على 19 بالمئة من الأصوات متقدما على حزب التجمع الوطني للأحرار الحاصل على 14.8 بالمئة بينما لم يتمكن الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية من الحصول سوى على 11.6 بالمئة مقابل حصول الحركة الشعبية المعارضة على 8 بالمئة. وتراجع التيار الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية إلى المرتبة السادسة بعد حصوله على 5.4 بالمئة فقط. وبلغت نسبة المشاركة 52.4 بالمئة من إجمالي عدد الناخبين بعد أن أدلى أكثر من 7 ملايين ناخب من أصل 13 مليون مسجل بأصواتهم في هذه الانتخابات التي شهدت تنافس 30 حزبا وعدد من المرشحين المستقلين والتي تعد الثانية في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان وزير الداخلية شكيب بن موسى وصف مساء أول أمس نسبة المشاركة بالمشجعة خاصة بعد المخاوف التي أبدتها السلطات المغربية من عزوف الناخبين المغربيين عن المشاركة بسبب تذمرهم من الواقع السياسي والمعيشي الذي يعيشونه. ولأول مرة تم تخصيص 12 بالمئة من المقاعد لفائدة النساء حيث تم انتخاب 3406 امرأة مقابل 127 فقط في انتخابات عام 2003 ليرتفع بذلك التمثيل النسوي في المجالس البلدية بما يفتح الباب أمام توسيع المشاركة النسوية في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية المقررة عام 2012. وكان مراقبون توقعوا فوز حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه فؤاد عالي الهمة الرجل القوي في نظام المخزن بعد استقالته من وزارة الداخلية وذلك لما شكله هذا الحزب من قوة سياسية وانتخابية خلال عمره القصير. وفي تعليقه على الفوز الذي حققه حزب الأصالة والمعاصرة عبر حبيب بلكوش عضو المكتب السياسي عن رضا أعضاء الحزب عن النتيجة التي حققها وقال أنها "محصلة خطة عمل مبينة على التقرب من المواطن والتي تبناها الحزب منذ تأسيسه". وكان حزب الاستقلال في آخر انتخابات تشريعية التي جرت عام 2007 تحصل على أغلبية المقاعد في حين حل حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات.