نفى الدكتور عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي خسارة الإسلاميين في الانتخابات المحلية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري، وكشف في تصريح ل "الشروق اليومي" صعود حزبه، العدالة والتنمية إلى المرتبة السادسة بعدما كان في المرتبة الحادية عشر خلال انتخابات 2003. * * وأعلن بنكيران أن اللوائح تظهر ارتفاع عدد المستشارين التابعين للحزب من حوالي 570 في انتخابات 2003 إلى حوالي 1600 في انتخابات 2009، مؤكدا أن الحزب لم يدخل سوى بتسعة آلاف مرشح من أصل 27 ألف للانتخابات التي جرت الجمعة المنصرم. * اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريحه ل "الشروق اليومي" أن النتائج التي أعلنت عنها السلطات المغربية والتي أظهرت فوز حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتولاه صديق الملك محمد السادس ليس لها معنى سياسي، باعتبار الفوز الذي حققه (21.69 في المائة) كان على مستوى القرى أما على مستوى المدن فقد عاد الفوز لحزب العدالة والتنمية ثم حزب الاستقلال، مشيرا إلى أن حزبه احتل المرتبة الأولى في بعض المدن الكبرى منها الرباط والدار البيضاء.. وللعلم فقد جرت الانتخابات وفق نظام مزدوج يعتمد الاقتراع الأحادي في البلدات الصغيرة ونظام اللائحة "النسبي" في المدن التي يسكنها اكثر من 35 ألف نسمة. * وأكد الدكتور عبد الإله بنكيران ل "الشروق اليومي" أن القرى تخضع لنفوذ السلطة وأصحاب الجاه والإمكانيات، متهما حزبا صديقا للملك وكذا مرشحي الأحزاب الأخرى التي دخلت السباق الانتخابي باستخدام المال بكثرة من أجل شراء أصوات الناخبين بالعديد من الدوائر. وقال محدثنا مازحا: "في المغرب يوجد حزبان: حزب العدالة والتنمية وحزب المال". * وكان هذا الحزب الإسلامي قد أصدر بيانا اتهم فيه السلطات باللجوء إلى ما أسماه العنف ضد مناضلي الحزب، مؤكدا حدوث خروقات بينها التضييق على ممثلي لوائح الحزب بمكاتب التصويت. وأظهرت الرسمية للانتخابات البلدية والتي أعلن عنها وزير الداخلية شكيب بنموسى مساء السبت فوز حزب الأصالة والمعاصرة نحو 6015 مقعد من أصل 27 ألفا و795 أي 21,7 % من المقاعد، متقدما بذلك على حزب الاستقلال الذي يتزعمه رئيس الوزراء عباس الفاسي (19 في المائة) ثم يليه التجمع الوطني للأحرار (14.8 في المائة)، وبعده الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (11.63 في المائة) ثم والحركة الشعبية (7.98 في المائة) يليها حزب العدالة والتنمية (5.45 في المائة). * وبلغت نسبة المشاركة 52,4 %، أي اكثر من سبعة ملايين مغربي من أصل 13 مليونا مسجلين. وتعكس هذه النسبة تراجعا طفيفا في المشاركة بالمقارنة مع انتخابات 2003 حيث بلغت النسبة 54 %.. وكان حزب الاستقلال قد فاز في انتخابات 2007 بغالبية مقاعد البرلمان لكن حزب العدالة والتنمية فاز بأكبر عدد من الأصوات. * وتجدر الإشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة أسسه وزير الداخلية المنتدب السابق فؤاد عالي الهمة، وهو احد أصدقاء الملك محمد السادس في 2008، ومنذ ظهوره ركزت عليه وسائل الإعلام المغربية بشكل كبير بسبب علاقاته المميزة مع القصر الملكي، مما أعطاه ثقلا داخل الساحة السياسية المغربية. وكان هذا الحزب ينتمي حتى 29 ماي إلى التحالف الحكومي قبل أن ينسحب منه وينتقل إلى المعارضة. وتقول الصحف المغربية أن هذا الحزب وظف ورقة الشباب والنساء من أجل التغلب على خصومه وخاصة الإسلاميين الذين يمثلهم حزب العدالة والتنمية .مع العلم أنها المرة الأولى التي يتم فيها تخصيص 12 % من المقاعد للنساء في هذه الانتخابات التي تأتي بين انتخابين تشريعيين سنة 2007 والثاني مقرر العام 2012.